سورياسياسة

دراسة روسية: يجب التفكير بمصير قيادات نظام الأسد وهذه أسوأ مرحلة يعيشها منذ 9 أعوام

شنت وسائل إعلام روسية هجمات جديدة ضد نظام الأسد، وذلك في سياق حملة ملحوظة بدأت قبل أسابيع تركز على الفساد في عائلة وحكومة الأسد.

ونشر مركز الأبحاث الروسي “RIAC” المقرب من وزارة الخارجية الروسية، دراسة أعدها السفير الروسي السابق في دمشق “ألكسندر أكسينينوك” وردت فيها الكثير من الدلالات التي توحي بأن روسيا تفكر في بديل لبشار الأسد، لاسيما أن الانتقادات تطال هرم السلطة كبشار الأسد ورامي مخلوف وماهر الأسد وغيرهم.

وقال السفير الروسي في الدراسة إن نظام الأسد يعيش أسوأ أحواله على الإطلاق منذ 9 أعوام، موضحاً أن هذه المرحلة أخطر على نظام الأسد من المراحل السابقة التي شهدت أعمالاً عسكرية ضده، موضحًا أن ما حصل على الأراضي السورية خلال 9 سنوات ماضية، قد أنتج مؤسسات ومراكز نفوذ لا يهمها النهوض باقتصاد البلاد والعمل على تنميته.

وأكدت الدراسة أن نظام الأسد لا يحكم سيطرته بشكل كامل على المناطق التي يتواجد فيها، مشيراً إلى سهولة حصول اختراقات في بعض المدن والبلدات التابعة له.

وأضافت الدراسة أن هناك تحديات اقتصادية بالجملة تواجه نظام الأسد، وذلك بعد انخفاض الناتج المحلي، وخروج معظم البنى التحتية عن الخدمة على إثر الأعمال العسكرية، فضلاً عن نقص الكوادر في مختلف المجالات منها الطبية والتعليمية، بالإضافة لعدم وجود مسؤولين أكفاء من الممكن أن يتولوا مناصب حساسة، مضيفة أن كبار رجال الأعمال والتجار السوريين، والمسؤولين في حكومة الأسد، قد ساهموا في انهيار الاقتصاد السوري، بسبب الفساد المنتشر والرشاوى، وتحكم بعض الضباط من آل الأسد بالمعابر التجارية، الأمر الذي جعلهم يجمعون أموالاً طائلة خلال الفترة الماضية.

ولفت “أكسينينوك” إلى أن هناك عدة أشياء على نظام الأسد القيام بها من أجل أن ينهض بالاقتصاد السوري، لكنه لا يملك المقومات الأساسية لفعل ذلك، نظراً لعدم إمساكه بزمام الأمور في البلاد بشكل كامل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول الخليج، تربط مساهمتها في عملية إعادة إعمار سوريا، بالبدء بعملية الحل السياسي في البلاد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي ينص على إجراء تعديلات دستورية تليها انتخابات رئاسية بإشراف الأمم المتحدة.

وأضاف السفير الروسي السابق أن نية روسيا باستعادة محافظة إدلب، قد اصطـدمت بتصميم تركي كبير على عدم التفريط في المنطقة، وذلك من أجل استكمال مشروعها بإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، مشيرا إلى أن هدف تركيا في المرحلة الراهنة، السيطرة على المنطقة الممتدة من الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل مدينة حلب بمدينة اللاذقية، حتى الحدود التركية، وذلك عبر الاستعانة بالفصائل التابعة لها في إدلب، موضحا أن ما حصل من تـوتر في العلاقات بين روسيا وتركيا أواخر شهر شباط/ فبراير الفائت، قد أظهر الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين البلدين، بما يتعلق في الملف السوري.

وشدد السفير في الدراسة على أنه “يجب علينا أن نعيد التفكير بمستقبل سوريا وتحديدا في مصير قيادات النظام، فدمشق ليست مهتمة بإظهار منهج بعيد المدى ومرن بل تراهن على الحلول العسكرية فقط”، مشيرا إلى أن هناك مشاورات على أعلى المستويات بين روسيا وتركيا من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة لمستقبل سوريا على الصعيد السياسي والاقتصادي.

وتعرض بشار الأسد خلال الأيام الماضية لهجمات من وسائل إعلامية روسية عدة، أبرزها وكالة الأنباء الفيدرالية التي وصفت نظامه بأنه ضعيف وفاسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى