بقيت أيام على المؤتمر الذي تعتزم روسيا عقده في دمشق يوم 14 تشرين الثاني الجاري، وذلك للتسويق لعودة اللاجئين السوريين.
وقال الدكتور الخبير في الشأن الروسي محمود الحمزة في تصريحات خاصة لراديو وطن إف إم، الخميس 5 تشرين الثاني، إن “روسيا بشكل مباشر وعملي لا يمكن أن تضمن للسوريين الأمان والعودة لمنازلهم”، مشيرا إلى أن “المنازل مدمرة أساساً، والنظام هو أصل البلاء والإجرام الذي حدث بسوريا، فكيف يأمن السوريون العودة إلى حضن المخابرات السورية ؟”.
وأضاف الحمزة أنه ومن الناحية السياسية فإن روسيا عملت على محاولات إقناع الأوروبيين بتمويل إعادة الإعمار وإعادة اللاجئين، وبهذه الحجة تحصل على الهدف الأوسع وهو أن يدخلوا على موضوع إعادة الإعمار، والذي ترفض معظم دول العالم المساهمة فيه ما لم يتم تغيير سياسي في النظام، مشيرا إلى أن روسيا تريد الالتفاف على هذه الأمور كما التفت من قبل على العملية السياسية بالتركيز فقط على اللجنة الدستورية.
وشدد الحمزة على أن “الوضع الاقتصادي في سوريا منهار والنظام جدًا ضعيف، في حين أن روسيا تريد تلميع النظام وتفتح الباب لكي تبدأ الدول بالدخول بسوريا، وهذا أكبر خطأ ارتكبته وزارة الدفاع الروسية عندما عقدت المؤتمر في دمشق، ما سيجعل عدة دول ترفض الذهاب إليه”.
ولفت الحمزة إلى أن أمريكا واغلب دول العالم رفضت المؤتمر ولن تحضره، وإن عُقِدَ في دمشق فهو فاشل 200% ، وإن عُقِدَ خارج سوريا فهو فاشل أيضاً، وقد لا يعقد المؤتمر من أساسه، مشيرا إلى أن الروس يريدون إقناع العالم بأن الظروف هادئة، مع أن شروط عودة اللاجئين غير متوفرة، مؤكداً أن الاستقرار لن تنعم به روسيا في ظل وجود بشار الأسد.
وأجرت وطن إف إم استطلاعاً للرأي بين سكان عدد من الشمال السوري لأخذ رأيهم حول إمكانية عودتهم إلى مناطقهم، وأكد الجميع في الاستطلاع أنهم لن يعودوا إلى مناطقهم لانعدام الأمن وعدم وجود ثقة بروسيا، مشددين على أن العودة مرتبطة بحل نهائي يتم من خلاله رحيل بشار الأسد.
تستمعون إلى الحوار مع الخبير الشأن الروسي محمود الحمزة عبر الرابط التالي: