صدق مجلس بلدية بولو التركية على رفع رسوم فواتير الماء والنفايات الصلبة بمقدار 10 أضعاف على الأجانب الموجودين في المدينة، وذلك في ظل حملة رئيس البلدية تانجو أوزجان المشهور بمعاداته للأجانب وخاصة السوريين.
ونشرت البلدية على حسابها في “تويتر” وقائع جلسة مجلس البلدية الذي قبل اقتراح “أوزجان” المعروف بمواقفه المعادية للاجئين السوريين.
وكان أوزجان قدم قبل أيام اقتراحاً لفرض رسوم مضاعفة على فواتير المياه الخاصة بالأجانب.
ويأتي التصديق على رفع رسوم المياه رغم فتح مكتب المدّعي العام في ولاية بولو التركية، تحقيقاً بحق رئيس بلدية الولاية المعارض، تانجو أوزكان، وذلك بعد تصريحاته العنصرية بحق اللاجئين السوريين.
وذكرت صحف تركية أن فتح الدعوى جاء بعد شكاوى جنائية متعلقة بتصريحاته بشأن اللاجئين، حيث بدأ المدّعي العام تحقيقاً ضد أوزكان بتهمتي “سوء السلوك في المنصب” و”الكراهية والتمييز”.
وكان أوزجان، توعّد أنه سيقدّم اقتراحاً على مجلس المدينة من أجل فرض رسوم قدرها عشرة أضعاف على فواتير المياه الخاصة بالأجانب، وخاصة اللاجئين السوريين الذين يشتهر بعدائهم.
وتحدث رئيس البلدية، التابع لحزب “الشعب الجمهوري” المعارض، في مؤتمر صحفي الاثنين 26 تموز عن مجموعة قرارات اتخذتها بلدية بولو تتعلق بالأجانب المقيمين في الولاية بهدف الضغط عليهم من أجل مغادرة الولاية، في إجراء يضاف لقطع المساعدات عنهم عقب توليه رئاسة البلدية في العام 2019.
وأضاف أوزجان أن بلديته ستفرض على الأجانب عشرة أضعاف ضريبة النفايات الصلبة التي تجمعها البلدية، وسيشمل القرار الذي سيخضع لموافقة مجلس البلدية جميع الأجانب في المدينة”، فيما نشرت صحيفة “ديلي صباح” التركية أن “استياء أوزجان كان موجّهاً بشكل خاص إلى اللاجئين السوريين”.
وأشار أوزجان إلى أنه كان يفعل ذلك حتى يغادر الأجانب المدينة، موضحاً أنهم “تجاوزوا مدة الترحيب الخاصة بهم”، ومؤكداً أنه “لو كانت لدي السلطة، فسأرسل مسؤولي البلدية لطردهم بالقوة”.
وبرر رئيس البلدية اتخاذ القرارات بأنها لـ”الدفع باتجاه ترك الأجانب للولاية والعودة لبلادهم، حيث إن ضيافتهم طالت ولا توجد لدينا السلطة لطردهم، ومن هذه النقطة نقول عندما غضب الرئيس أردوغان وفتح الحدود أرسلنا عدة حافلات باتجاه الحدود (الأوروبية)، والآن مستعدون للأمر نفسه من أجل إرسال السوريين لبلادهم، حيث إن الأسد يطالب باللاجئين، ويقول إنه مستعد لاستقبال النازحين، فليذهبوا.. إلى متى ستتحمل تركيا حمل السوريين؟”.
كما اتهم أوزجان اللاجئين السوريين الذين خاطبهم بالأجانب، بأنهم “لا يخدمون في الجيش، ولا يدفعون الضرائب، ويحصلون على المساعدات، فأبناء البلد ينامون جياعاً والسوريون يلبسون أحذية رياضية بماركات غالية الثمن، وهناك لاجئون يتجولون بأحذية” لا يستطيع هو شراءها، “فكيف يستطيعون ذلك وهم لاجئون؟”، حسب زعمه.
يشار إلى أن أوزجان انتُخب رئيساً لبلدية بولو عن حزب “الشعب الجمهوري” المعارض في عام 2019، وقرر قطع المساعدات الإنسانية عن اللاجئين.
جدير بالذكر أنه لا يوجد في بولو أعداد كبيرة من السوريين، حيث تشير الأرقام لوجود قرابة 4 آلاف سوري فقط فيها من حاملي بطاقة الحماية المؤقتة عدا عن حاملي الإقامات النظامية.
وتواصل أحزاب المعارضة التركية التحريض ضد اللاجئين السوريين والتوعد بطردهم من البلاد في حال فازت بالسلطة، وهو ما يرفضه الحزب الحاكم بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي صرح مؤخراً برفضه إعادة السوريين إلى “أحضان القتلة” في إشارة إلى نظام الأسد.