بدأت عدد من الدول العربية في العودة لإصلاح علاقاتها مع نظام بشار الأسد، رغم أنها كانت تتجنب التعامل معه لسنوات طويلة، خاصة في ظل انتهاكات حقوق الإنسان والحرب الدموية التي أودت بحياة مئات آلاف السوريين.
ووفق تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، فبعد عزلة دامت سنوات للأسد، إلا أنه خلال الفترة الماضية تحدث مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، وحظي بزيارة من وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد، فيما بدأت مصر لبذل المزيد من الجهود لاستعادة سوريا لمكانها في جامعة الدول العربية العربية.
ويطرح التحليل تساؤلا “كيف وجد الأسد طريقة للعودة إلى العالم؟” رغم الحرب والجرائم غير الإنسانية والاستخدام المؤكد للأسلحة الكيمائية.
وخلال السنوات الماضية استطاع الأسد تحشيد الدعم وأخذ الغطاء الدبلوماسي من روسيا والصين، وحتى إيران عندما يتعلق الأمر بالدعم العسكري.
ويشير التحليل إلى التقارب الدبلوماسي مع الأسد “يصعب تفسيره أو تبريره”.
ورغم الدعم الذي حظي به، إلا أنه كان يتوقع أن ينهار النظام أو يتنحى الأسد بعدما استخدم الأسلحة الكيميائية، ولكن ما حصل كان تصعيدا في الحرب واستمرارا في استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأصبح نظام الأسد خلال السنوات الماضية يقدم نفسه على أنه “لاعب عقلاني” مستعد “للانخراط” في حوار استراتيجي، حيث استطاع إقناع الفاعلين الدوليين أنه مهم بحكم البلاد، وأن العنف الذي يمارسه وسيلة ضرورية للحفاظ على الدولة.
واستطاع الأسد إقناع بعض الفاعلين الدوليين أن الخيار ينحسر بينه وبين استمرار حالة عدم الاستقرار واستمرار نمو تنظيم داعش.
وطور نظام الأسد خلال السنوات الماضية العديد من العلاقات مع جهات فاعلة غير حكومية في لبنان وتركيا والعراق والأردن، والتي كان بإمكانه تفعيلها لكسب نفوذ الدبلوماسية.
وأوضح التحليل أن “التقارب الزاحف للدول العربية مع نظام الأسد، يكشف حدود نهج متهاون من الولايات المتحدة”، حسب المجلة.
وحذر التحليل من أن “أي دبلوماسية تتكيف مع عناد الأسد ستسمح له بالمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”.
ولم يستبعد التحليل من أن تطبيع العلاقات مع نظام الأسد يحمل “طابعا نفعيا”، حيث تأمل بعض الدول في الاستفادة من التدفق المحتمل لأموال إعادة الإعمار في سوريا.
ويشير إلى أن بعض الدول التي تدعم الأسد هي أنظمة استبدادية، مثل إيران التي تدعم الأسد حتى لا تخسر نفوذها الإقليمي، أو روسيا، التي وجدت في دعمها لبشار فرصة لاستعادة مكانتها كقوة عظمى.
وبصمود الأسد كل هذه السنوات والدعم الذي عاد للحصول عليه يمثل فرصة للحكام الذين يتعلمون كيفية “الإفلات من العقاب”، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه البلاد تحت المساءلة عن الجرائم التي وقعت فيها ضد الإنسانية.
الحرة