قال رئيس منطقة خاركيف، في أوكرانيا، أوليغ سينيغوبوف، الأربعاء، إن 21 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 112 آخرين في قصف على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأعلنت السلطات، الثلاثاء، أن القصف الروسي طال مبنى حكوميا في وسط خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بالإضافة إلى مناطق سكنية ومدنية.
وكانت، أجهزة الإسعاف الأوكرانية أفادت بمقتل عشرة أشخاص على الأقل في قصف روسي، صباح الثلاثاء، على مدينة خاركيف الواقعة قرب الحدود مع روسيا.
وعلق الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على القصف الروسي لخاركيف، وقال في بيان: “القصف على خاركيف هو جريمة حرب. إنه إرهاب دولة من جانب روسيا”، مضيفا أن “حماية العاصمة اليوم هي الأولوية القصوى للدولة”.
بدوره، كتب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تغريدة أمس، أن القصف الروسي على “المنشآت المدنية في خاركيف ينتهك قوانين الحرب”.
وأضاف: “يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب أوكرانيا في هذه المرحلة المأساوية”.
رتل نحو كييف
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين أن رتلاً طويلاً من الدبابات والمدرعات القتالية توقف على بعد حوالي 32 كم من شمال كييف في اليوم السادس من غزو الرئيس فلاديمير بوتين.
وتثار التساؤلات حول ما إذا كان سيسفر هجوم موسكو عن حرب مقاومة طويلة الأمد بحجم روسي أصغر بكثير وبقوة أقل.
وكانت صور أقمار صناعية، نشرتها شركة ماكسار الأميركية، ظهرت دبابات ومدفعية وشاحنات وقود روسية تمتد لمسافة 60 كيلومترا على طول طريق سريع شمال كييف.
وقال مسؤول دفاعي أميركي للصحفيين، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن القافلة تحركت قليلا خلال اليوم الماضي، إلا أن القوات الروسية واجهت نقصا في الوقود والغذاء.
تقول واشنطن بوست: “يبدو أن القافلة العسكرية الضخمة، وإن كانت متوقفة، تستهدف مباشرة الحكومة الأوكرانية”.
وأضافت، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن القتال والقصف العنيفين استمر في مناطق مختلفة في جميع أنحاء البلاد، و”يبدو أن روسيا تتبنى استخدام أسلحة أقل دقة، بما في ذلك صواريخ حرارية أو قنابل فراغية”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية واصلت السيطرة على مدن خاركيف وخيرسون وماريوبول، ولكن من المحتمل الآن أن تطوق القوات الروسية المدن الثلاثة جميعها، مع تكثيف الهجمات الجوية والمدفعية.
وفي الجنوب، زعمت روسيا أنها طوقت بالكامل ساحل بحر آزوف الأوكراني.
وإذا تم تأكيد ذلك، فإنه يعني أن القوات الروسية التي تغزو من شبه جزيرة القرم اتحدت مع الانفصاليين في الشرق وعزلت ميناء ماريوبول الشرقي الرئيسي في أوكرانيا.
وقال مستشار بوزارة الداخلية، وفقا لرويترز، إن القوات الروسية دخلت أيضا مدينة خيرسون في جنوب غرب أوكرانيا، الثلاثاء، لكن مبنى إدارة المدينة لا يزال في أيدي الأوكرانيين.
وسجلت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 130 مدنيا، بينهم 13 طفلا، منذ بداية القتال الأسبوع الماضي. وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الحصيلة الفعلية ربما تكون أعلى بكثير.
يقول المسؤولون إن موسكو دفعت الآن بأكثر من 80 في المئة من قوتها القتالية داخل المناطق الحدودية الروسية وفي بيلاروس المجاورة، إلى أوكرانيا، في الأشهر الأخيرة.
ويشير ذلك على تصميم بوتين على شل الحكومة المدعومة من الغرب والتي يؤكد أنها قوضت الأمن الروسي، حسبما تقول صحيفة واشنطن بوست.
ولا يزال لدى روسيا المزيد من القوات التي يمكن أن تدخل المعركة على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه إدانة عالمية وعقوبات دولية بسبب إجراءاته التي بددت سلام أوروبا في فترة ما بعد الحرب الباردة.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن “العملية العسكرية الخاصة” ستستمر حتى تحقق أهدافها التي حددها بوتين على أنها نزع سلاح أوكرانيا والقبض على “النازيين الجدد” الذين يقول إنهم يديرون البلاد.
في المقابل رفضت أوكرانيا التخلي عن حقها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو اقتراح يصفه بوتين بـ”خط أحمر”.
كما أسفرت الحرب عن جولات متتالية من العقوبات الدولية ضد روسيا، وكانت أكثر العقوبات فاعلية حتى الآن هي تلك المفروضة على البنك المركزي الروسي والتي تمنعه من استخدام صندوق الحرب البالغ حجمه 630 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي لدعم الروبل.
كما تعرضت العملة لضغوط جديدة في وقت متأخر من الثلاثاء، بعد يوم من تسجيلها مستوى قياسيا متدنيا مقابل الدولار.
الحرة