تعزز القوات الروسية والأوكرانية مواقعها في الجزء الشرقي من البلاد، بينما يفر الآلاف من المدنيين خارج المنطقة قبل ما وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”المعركة الشرسة”.
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن القتال “قد يبدو مختلفا بشكل كبير” عن معركة العاصمة الأوكرانية، التي شهدت تراجع القوات الروسية من المناطق المحيطة بكييف، مخلفة ورائها الدبابات المشتعلة ومنازل الضواحي التي تعرضت للقصف.
وبعد الانسحاب من كييف، أعادت القوات الروسية تمركزها لشن هجوم جديد على منطقة دونباس الشرقية.
يقول محللون، حسبما تنقل عنهم نيويورك تايمز، إن الروس سيقاتلون في منطقة مألوفة بالنسبة لهم، بالنظر إلى الغزو الروسي عام 2014، ومع خطوط إمداد أقصر.
وأضافت “سيكون الروس قادرين أيضا على الاعتماد على شبكة واسعة من القطارات لإعادة إمداد جيشهم”، الأمر الذي افتقدوه في كييف.
وفي المقابل قال المتحدث باسم وزارة الدفاع أولكسندر موتوزيانيك إن الجيش الأوكراني مستعد للتصدي للهجوم الجديد. وحث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قادة حلف شمال الأطلسي، الأسبوع الماضي، على إرسال تعزيزات.
وبالفعل تدفقت الأسلحة الغربية على أوكرانيا في الأيام الأخيرة، لكن كوليبا قال إن هناك حاجة إلى المزيد وبسرعة، محذرا من أن معركة شرق أوكرانيا “ستذكرك بالحرب العالمية الثانية”.
وبحسب عدة تقارير، يبدو أن مركز الثقل يقع بالقرب من مدينة إيزيوم الشرقية، التي استولت عليها الوحدات الروسية الأسبوع الماضي أثناء محاولتها الارتباط بقوات أخرى في منطقة دونباس، في الجزء الجنوبي الشرقي من أوكرانيا.
كما يحاول الروس أيضا إنشاء ممر بري بين دونباس وشبه جزيرة القرم على البحر الأسود. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
وفي مارس الماضي، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية تمكنت جزئيا من إنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم من منطقة دونيتسك الأوكرانية.
وقالت الوزارة في منشور على الإنترنت: “العدو نجح جزئيا في إنشاء ممر بري” بين القرم وجزء من منطقة دونيتسك.
وتشير دلائل أخرى على أن الجيشين يستعدان لخوض معركة كبيرة في الشرق، بعدما أظهرت صور الأقمار الصناعية، الأحد الماضي، قافلة روسية من مئات المركبات تتحرك جنوبا عبر بلدة شرق خاركيف وشمال إيزيوم، وفقا لشركة ماكسار تكنولوجيز الأميركية الخاصة.
وقال زيلينسكي: “نعم، القوات (الروسية) تحتشد في شرق (أوكرانيا)”.
وأضاف “ستكون معركة صعبة. نثق في قدرتنا على القتال والنصر. نحن مستعدون للقتال والبحث عن سبل دبلوماسية من أجل إنهاء هذه الحرب”.
ودوت صفارات الإنذار من الضربات الجوية في المدن بأنحاء شرق أوكرانيا الذي صارت العملية العسكرية الروسية تركز عليه، في الأسابيع الماضية، بعد الانسحاب من المناطق القريبة من العاصمة كييف.
وحث مسؤولون أوكرانيون المدنيين في شرق البلاد على الفرار.
الحرة