أكد رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا، أن واشنطن لا تريد البدء بأي نزاع مع روسيا.
وقال كوريلا الذي التقى الأسبوع الماضي عشرات من قوات العمليات الخاصة والمتدربين الأجانب المتمركزين في قاعدة التنف المترامية الأطراف في سوريا، أن قوات بلاده “ستدافع عن نفسها … ولن تتردد في الرد”.
وعزا كوريلا تبجح موسكو المتزايد في سوريا إلى العقيد ألكسندر تشايكو، الذي عاد إلى الشرق الأوسط بعد فترة توقف فيها عن قيادة القوات الروسية في أوكرانيا، مضيفا: “لا نعرف إن كان رجلاً متفلتاً يحاول إعادة تأسيس وفرض نفسه؟.. ما سبب بعض هذا السلوك الأكثر عدوانية؟”.
وقبل نحو أسبوع، نشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيلاً مصوراً قالت إنه لاستهداف قوات عسكرية موجودة تعمل ضمن منطقة التنف التي تتواجد فيها قاعدة للقوات الأمريكية في أقصى جنوبي سوريا.
وزعمت الوزارة أن القوات الموجودة في القاعدة هاجمت مدنيين ومنشآت النفط في المنطقة، مشيرة إلى أن تم توجيه ضربة ”عالية الدقة” على القوات في قاعدة التنف.
وينتشر في القاعدة فصيل “مغاوير الثورة” التابع لفصائل المعارضة والعامل ضمن مناطق قوات التحالف الدولي في المنطقة.
سبق ذلك تأكيد مسؤولين أميركيين أن روسيا حذّرت الجيش الأميركي، من أنها ستشن ضربات جوية ضد مقاتلين متحالفين مع الولايات المتحدة في جنوبي سوريا، وذلك في تعليق على الضربات التي شنتها طائرات مجهولة تبين أنها روسية على فصيل “مغاوير الثورة” العامل ضمن قاعدة التنف الأمريكية.
ونقلت شبكة CNN عن المسؤولين قولهم، إن التحذير الروسي الذي وقع قبل أيام من الضربة، أدى إلى قيام الولايات المتحدة بتحذير مقاتلي “مغاوير الثورة”، المتمركزين في قاعدة التنف، بالإضافة إلى تأكدهم من عدم وجود قوات أميركية في الموقع، مشيرين إلى أن القوات الأميركية لم تضطر إلى التحرك، لأنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية، لكن المقاتلين تحركوا من موقعهم.
ولفتت الشبكة إلى أن الضربات الجوية الروسية “محسوبة جداً، وتأتي عندما تكون التوترات شديدة بين واشنطن وموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا”، مشيرة إلى أن “البنتاغون يحاول ضمان عدم تصاعد التوترات مع القوات الروسية، بما في ذلك في سوريا، حيث يعمل الجانبان على مقربة من بعضهما البعض لعدة سنوات”.
وذكر المسؤولون الدفاعيون الأميركيون أن “التقييم الأولي هو أنه من المحتمل أن تكون القوات الروسية قد تلقت أوامر بإخطار الولايات المتحدة في وقت مبكر وشن الضربات الجوية، مع العلم أنها لن تضرب القوات الأميركية، والأميركيون سيحذرون حلفاءهم”.
ولفت أحد المسؤولين إلى أن الروس، على الأرجح، حققوا هدفهم المتمثل في إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة، مفادها أنه “بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام”.
وكانت الضربة الروسية استهدفت نقاطاً عسكرية لفصيل “مغاوير الثورة” في محيط قاعدة التنف دون وقوع إصابات.
وأنشأت روسيا والولايات المتحدة عام 2015 آلية “منع التصادم”، ونصت على التواصل عبر إجراء خط ساخن بين القوتين العسكريتين لمنع حدوث أي تصادم عسكري.