لا شك أن التصعيد بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان نبأ سيئ لازدهار العالم وأمنه، خصوصا أن الهوة بين القوتين ما فتئت تتسع لدرجة أنهما لم تعودا تتعاونان في مجالات كانت محل إجماع مثل التغير المناخي، ويمكن لأدنى خطأ في التقدير من قبل أي منهما أن يتسبب في كارثة.
هذا ما تراه مجلة لوبوان Le Point الفرنسية التي أوضحت في مقال لكاتبها لوك دو باروشي أن الصواريخ الصينية التي حلقت في سماء تايوان يوم 4 أغسطس/آب الحالي لم تعكس غضب بكين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبيه فحسب، بل أظهرت كيف يتفاقم العداء بين بكين وواشنطن.
فالعالم، وفقا للكاتب، مختلف عما كان عليه عام 1995 عندما لم يحتج الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون إلا إلى إرسال حاملتي طائرات لإخماد توتر في مضيق تايوان، وهو طريق بحري أساسي للتجارة العالمية.
ولفت المقال إلى أن الجيش الصيني لم يكن آنذاك يضاهي القوة الأميركية، وهو ما تغير الوقت الحالي. فالصين بنت، بصبر، ما يكفي لخوض حرب مع أميركا، فلديها اليوم قوات بحرية قوية وقدرات صاروخية متقدمة، ويمكن لأدنى خطأ في التقدير من قبل أحد الطرفين المتنازعين أن يتسبب في كارثة.
ويزعم الكاتب أن هدف الزعيم الصيني من احتواء تايوان لا يختلف كثيرا عن هدف نظيره الروسي فلاديمير بوتين من احتواء أوكرانيا، فكلاهما لا يمكنه “التعايش مع نموذج ليبرالي بجواره يمكن أن يعطي أفكارًا تخريبية للشعوب التي يحكمانها بقبضة من حديد”.
وهذا، حسب الكاتب، ما جعل الديمقراطيات الآسيوية، التي تخشى أن تعامل بكين تايوان بنفس الطريقة التي يعامل بها الكرملين كييف، تتطلع أكثر من أي وقت مضى إلى دعم واشنطن.
المصدر : لوبوان