سورياسياسة

“ما هي سوريا؟”.. تساؤلات يطرحها جيل سوري كبر في مخيم الزعتري

لم يكن عادل طوقان يعرف ما قد يخبئه المستقبل له ولعائلته، عندما غادروا محافظة درعا السورية في أبريل من عام 2013. 

 

ترك طوقان بلاده مع زوجته وطفليه، ليضاف ثلاثة أفراد آخرين إلى العائلة لا يعلمون شيئا عن بلدهم الأم، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة في تقرير عبر موقعها. 

 

ويقول طوقان: “مررتُ وعائلتي بمعاناة كبيرة عندما غادرنا سوريا. عبرنا من خلال أكثر من نقطة تفتيش واحدة، وعبر أكثر من دولة واحدة”، لينتهي به المطاف أخيرا في مخيم الزعتري، الواقع شمالي الأردن. 

 

وذكرت الأمم المتحدة أن مخيم الزعتري أتم عامه العاشر خلال السنة الجارية، ويعد أكبر مخيم للاجئين في الشرق الأوسط، ومن أكبر المخيمات في العالم، إذ يضم حوالي 80 ألف سوري. 

 

وتشير الأمم المتحدة إلى أن المستوى المعيشي للماكثين في المخيم جيد فيما يخص الأمن والبنى التحتية والمراكز التعليمية، بوجود 32 مدرسة و58 مركزا مجتمعيا وثماني عيادات، كما أن الكهرباء متوفرة لثماني ساعات في اليوم بالإضافة إلى شبكات المياه والصرف الصحي والطرق المعبّدة ووسائل النقل الداخلية. 

 

إلا أن طوقان يصر على أن أولاده يجب أن يحصلوا على حياة أفضل وفرصا أكبر للتعلم والعمل. 

 

ويشاركه الرأي، قاسم لبد، الذي أتى من درعا أيضا في مايو من عام 2013، ويقول للموقع: “لم يأت أي منا بإرادته، أنا أتيت من سوريا مع خمسة أطفال، وحظيت بثلاثة آخرين في المخيم”. 

 

ويضيف “جاء الجميع لأنهم أجبروا على البحث عن الأمان والأمن… اتخذت العائلات طرقا مختلفة. أمضينا أكثر من 72 ساعة نتنقل من قرية إلى أخرى حتى وصلنا إلى الحدود ودخلنا الأردن”. 

 

ويقول: “عندما أتحدث مع أطفالي عن سوريا، وأخبرهم أن لدينا عائلة هناك، يسألونني: ما هي سوريا؟ أشرح أن الحرب اندلعت، وأتينا إلى المخيم. أقول لهم إن البقاء هنا في المخيم ليس خيارنا: عندما تهدأ الأمور ويتحسن الوضع الأمني، سنعود إلى سوريا”. 

 

ويؤكد أن أطفاله يسألونه عن مستقبلهم وما قد يحل بهم، وأنه يجيبهم أن “الأمر ليس بأيدينا، بل بين يدي الله، وكما أتينا دون تخطيط مسبق، قد نعود إلى سوريا دون تخطيط مسبق”. 

 

ويضيف “آمل أن يتحسن الوضع للأفضل، أشتاق إلى كل شيء في سوريا، الهواء والماء والطفولة والذكريات والأهل والأقارب”. 

 

“المخيم عالمهم”

ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف ولادة سُجِلت في مخيم الزعتري منذ افتتاحه قبل عقد. وأن جيلا كاملا من الأطفال كبروا فيه “فالمخيم أصبح عالمهم”. 

 

وتقول الطفلة غنا، التي ولدت في سوريا وأتت مع عائلتها إلى الزعتري عندما كانت بعمر ستة أشهر فقط: “أنا في الصف الثالث، أحب المدرسة كثيرا، الرياضيات والإنكليزي هما المادتان المفضلتان لدي، لكن العربية هي أكثر ما أحب. حلكي أن أصبح شرطية عندما أكبر لأنني أريد أن أخدم شعبي”. 

 

 وتضيف “أشتاق إلى جدي وجدتي جدا، هما لا يزالان في سوريا، أتحدث معهما كل يوم ويشاركاني صور منزلنا وقصصا من الماضي، متحمسة جدا للقائهما”. 

 

وتشير الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان المخيم من الأطفال، العديد منهم لم يتجاوزوا حدود المخيم. 

وذكرت أن جميع الخدمات التي يحتاجها الأطفال، من الرعاية الصحية إلى المراكز المجتمعية ، يتم توفيرها داخل المخيم بما في ذلك المدارس التي تديرها وزارة التربية والتعليم الأردنية.

 

وأشار الموقع إلى العلاقات التجارية التي جمعت بين رواد الأعمال اللاجئين من الزعتري مع الشركات والموردين الأردنيين المحليين في بلدة المفرق القريبة. 

 

كما تدير مجموعة من المنظمات الدولية والمحلية، عيادات الصحة في جميع أنحاء المخيم لعلاج الجميع من مرضى الطوارئ الذين يتم تسليمهم من قبل خدمة الإسعاف في المخيم إلى اللاجئين الذين يسيرون في الشارع.

 

وفي عام 2017، افتتحت محطة الطاقة الشمسية في الزعتري لتوفير الطاقة الخضراء والكهرباء لعائلات اللاجئين. وذكر الموقع أن محطة الطاقة غيرت الحياة في المخيم، حيث أصبح السوق متاحا ليلا، وأصبحت شوارع المخيم أكثر أمانا في ساعات المساء. 

 

وذكر الموقع أن استطلاعات الرأي داخل المخيم تظهر أن غالبية سكانه ما زالوا يرغبون في العودة إلى سوريا في المستقبل. في حين يعتقد معظمهم أن الوضع غير آمن في الوقت الحالي، “إلا أن الشوق لبلدهم لا يزال قوياً، حتى بين جيل الشباب الذين لم يروا وطنهم من قبل”.

 

الحرة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى