أعلنت السلطات اللبنانية، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، ارتفاع عدد ضحايا “مركب الموت” إلى 94 شخصاً، بينما خسرت ناجية جنينها، في اليوم الرابع من العثور على قارب كان يقل مهاجرين غير شرعيين قبالة شواطئ مدينة طرطوس السورية.
قال رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية (حكومية) اللواء محمد خير، في تصريح للصحفيين عند المعبر، في وقت سابق الأحد، إن “ثلاث جثث بانتظار وصولها إلى لبنان، والأهالي سيتعرّفون على ثلاث جثث أخرى، ويوجد 94 ضحية حتى الساعة (19:00 بتوقيت غرينتش)”.
ورداً على سؤال بشأن عدد من كانوا على متن المركب، قال “خير” إن “صاحب المركب لا يعلم عدد الأشخاص الذين حاول تهريبهم”.
ناجية تفقد جنينها
في خضم ذلك، وصل ناجيان إلى مستشفى مدينة طرابلس الحكومي شمالي لبنان، الأحد، وهما دعاء خالد عبد المولى وزوجها زين الدين نديم حمد. في حين أن دعاء (22 عاماً)، وهي متزوجة منذ ثلاثة أشهر وحامل، تم إدخالها إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية لإخراج جنينها الميت من بطنها.
وقالت دعاء لوكالة الأناضول إنهم كانوا حوالي 150 شخصاً على متن المركب توفي منهم أكثر 90. فيما أكملت أمها وهي تبكي: “أنا أمها.. الناس تذهب ضحية جشع المهربين بالمال”.
وتوجه محمد، شقيق دعاء، إلى من يريدون الهجرة بهذه الطريقة لسوء الوضع في لبنان قائلاً: “لا ترموا أنفسكم للموت”. ووصف رحلة المركب بـ”رحلة الموت عندما يكون الشخص ذاهباً إلى المجهول”.
وتابع: “شقيقتي كانت برفقة زوجها الذي نجا وهو بصحة جيدة، لكن الأمن أوقفه عند دخول الأراضي اللبنانية للتحقيق معه، بينما شقيقتي وضعها الصحي حرج”.
فيما دعت كوثر، وهي شقيقة دعاء، إلى عدم الذهاب عبر مراكب الهجرة في البحر، مشددة على أن “المهربين يكذبون على الناس ويوهمونهم بأشياء غير صحيحة”.
كما أضافت أنهم لم يكونوا على علم بهجرة شقيقتهم وزوجها. وأوضحت أن وضع شقيقتها “سيئ وطرحت الجنين.. تزوجت منذ ثلاثة أشهر وهي حامل منذ شهرين، ولكن ماذا نفعل ذهب جنينها”.
وأمام معبر العريضة (شمال) بين لبنان وسوريا، ينتظر عدد كبير من الأهالي وصول الناجين وضحايا المركب الذي غرق في المياه الإقليمية السورية بينما كان متجهاً نحو أوروبا.
من جانب آخر، أعلن الجيش اللبناني توقيف مشتبه به في عملية التهريب التي أسفرت عن أعلى حصيلة ضحايا منذ بدء ظاهرة الهجرة غير النظامية انطلاقاً من لبنان.
والسبت 24 سبتمبر/أيلول، أفادت الهيئة العليا للإغاثة في لبنان بارتفاع حصيلة ضحايا غرق المركب في المياه الإقليمية السورية إلى 94 قتيلاً، إضافة إلى 20 ناجياً يتلقّون العلاج في المستشفى.
كانت السلطات اللبنانية أعلنت الخميس 22 سبتمبر/أيلول، غرق مركب على متنه لبنانيون وغير لبنانيين، قبالة ساحل طرطوس في سوريا، بعدما انطلق من شمالي لبنان باتجاه سواحل أوروبا.
وفق وسائل إعلام لبنانية، فإن المركب انطلق قبل أيام من شاطئ مدينة المنية شمالي لبنان وعلى متنه أكثر من 100 شخص من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين.
ولا تمثل الهجرة غير النظامية ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكل منصة انطلاق للاجئين، خصوصاً السوريين والفلسطينيين، باتجاه دول الاتحاد الأوروبي بحثاً عن حياة أفضل.
وتزايدت وتيرة هذه الهجرة على وقع انهيار اقتصادي يعصف بلبنان منذ نحو ثلاث سنوات، وهي أزمة صنفها البنك الدولي من أشد ثلاث الأزمات في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
عربي بوست