انتهت الجولة 19 من محادثات “أستانة” حول سوريا، الأربعاء 23 من تشرين الثاني، في العاصمة الكازاخية، نور سلطان، في وقت أكد فيه الرئيس التركي استعداده للقاء رأس النظام بشار الأسد.
وجاء في البيان البيان الختامي الذي نشرته وزارة الخارجية الكازاخية عبر موقعها الرسمي، والصادر عن الدول الضامنة لمسار أستانا وهي (تركيا، وإيران، وروسيا)، “التأكيد على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، ومكافحة الإرهاب والوقوف ضد المخططات الانفصالية”.
كما دان البيان استهداف منشآت مدنية ومخيمات للنازحين، مؤكدًا ضرورة تنفيذ كل الترتيبات المتعلقة بشمالي سوريا، إلى جانب الحفاظ على الهدوء ميدانيًا، عبر تنفيذ جميع الاتفاقات بشأن إدلب.
كما دان البيان سلوكيات الدول التي تدعم “الكيانات الإرهابية” شمال شرقي سوريا، واستمرار الضربات الإسرائيلية في سوريا، بما ينتهك القانونين، الدولي والإنساني الدولي، وسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ويزيد حدة التوتر في المنطقة.
وأكد البيان أنه لا حل عسكرياً للصراع في سوريا، وأكد الالتزام بدفع عملية سياسية قابلة للحياة ودائمة بقيادة سوريّة وتيسير أممي، تماشيًا مع قرار مجلس الأمن 2254، والدعوة لعقد الجولة التاسعة لهيئة صياغة اللجنة الدستورية في أقرب وقت.
مساعدات إنسانية:
ومما ورد في البيان الختامي زيادة المساعدات الإنسانية، والدعوة لتعزيز التعافي المبكر، وتسهيل عودة اللاجئين والنازحين داخليًا عودة كريمة وطوعية، ومواصلة عمليات الإفراج المتبادل عن المحتجزين والمختطفين.
إلى ذلك، قال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إن موسكو طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سوريا، معتبراً أن “مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف”.
وأضاف، خلال اجتماع مع وفدين من تركيا وإيران على هامش محادثات أستانا 19: “نأمل أن يصل صدى مناقشاتنا إلى أنقرة وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة”.
واعتبر لافرنتييف أن الولايات المتحدة تتبع ما سماه “نهجاً مدمراً” في شمال شرقي سوريا، وأن “حل القضية الكردية سيكون عاملاً مهماً في تحقيق استقرار الأوضاع في المنطقة”.
لقاء أردوغان والأسد:
إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رداً على سؤال أحد الصحفيين حول إمكانية إعادة العلاقات مع الأسد،: “يمكن أن يكون هناك لقاء مع الأسد ولن يكون هناك خصام أو استياء في السياسة. في النهاية سنتخذ خطوات في ظل الظروف المناسبة” وفق ما نقلت صحيفة “جمهوريت”.
وقال عبد القادر سلفي الكاتب المقرّب من الحكومة التركية في صحيفة “حرييت”، إن أردوغان قد يلتقي مع الأسد قبل انتخابات 2023، مضيفاً أن الاجتماع يمكن أن يستضيفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتابع: “سيلتقي أردوغان بالأسد كما أعلن هو نفسه. الظروف تحاول أن تنضج لذلك. لكن كيف؟ سيكون كما كان مع السعودية والإمارات ومصر. إذ إنه بعد نضوج العلاقات مع السعودية والإمارات بدبلوماسية الباب الخلفي، حان الوقت لكي يتصافح رؤساء الدول”.
وكان اجتماع أستانا 19 بشأن سوريا بدأ يوم أمس الثلاثاء 22 تشرين الثاني، بمشاركة وفود الدول الضامنة للعملية وممثلون عن الأمم المتحدة والدول المراقبة.
جدير بالذكر أن مسار أستانا يعد من أكثر المسارات التي استفاد منها الأسد وروسيا وإيران، حيث تم قضم مناطق “خفض التصعيد” واحدة تلو الأخرى إلى أن انحسرت فصائل المعارضة ضمن مساحة ضيقة شمال غربي سوريا.