رحبت فرنسا بالتقرير الأخير الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي يثبت مسؤولية تنظيم “داعش” عن الهجوم الكيماوي في مارع شمال حلب عام ألفين وخمسة عشر.
وقالت المبعوثة الفرنسية إلى سوريا بريجيت كورمي على منصة (إكس)، إن بلادها ترحب بنشر التقرير الرابع لفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وتابعت أن هذا التقرير الجديد، الناتج عن عمل مستقل ومحايد وصارم، يحدد لأول مرة مسؤولية داعش عن هجوم بالأسلحة الكيماوية.
وقبل يومين، دعا الدفاع المدني السوري إلى محاسبة جميع المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك في بيان عقب إصدار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تقريراً أكد مسؤولية داعش عن الهجوم الكيماوي على مدينة مارع بريف حلب عام ألفين وخمسة عشر.
وأضاف الدفاع المدني أنه “يجدد موقفه بضرورة منع استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان وتحت أي ظرف من الظروف”، داعياً إلى “محاسبة جميع المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية داخل الأراضي السورية”.
وأكد الدفاع المدني على ضرورة “ضمان عدم الإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة لضحايا الهجمات الكيميائية ولعائلاتهم وذويهم، والذين عانوا من العواقب المروعة لهذا الانتهاك الخطير والاستخدام المروع لهذه الأسلحة”.
والجمعة 23 شباط، خلصت منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، في تحقيق لها إلى أن تنظيم داعش هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة مارع بريف حلب الشمالي عام ألفين وخمسة عشر.
وفي تقرير لها قالت المنظمة إن فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لها خلص إلى أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن وحدات من تنظيم داعش هم مرتكبو الهجوم، مشيرة إلى أن التنظيم استعمل غاز الخردل السام خلال محاولته الاستيلاء على مارع، مبيناً أن “العامل الكيماوي أطلق باستخدام قذائف”.
وتابع التقرير أن فريق التحقيق حدد العديد من مواقع التأثير في مناطق متفرقة من مارع، وكانت جميع المخلفات والذخائر التي وُجدت في المنطقة هي مقذوفات مدفعية ثقيلة، وتحديداً من عيار مئة واثنين وعشرين ملم معدّلة لحمل مواد سائلة.
وبحسب التقرير، فإن مادة سوداء لزجة، تسرّبت من نحو 6 مقذوفات، لها رائحة لاذعة وتشبه رائحة الثوم، مشيراً إلى أن 11 شخصاً، ممن تعرضوا للمادة، عانوا من أعراض تتفق مع تلك التي يسببها غاز الخردل، مشيراً إلى أن “العمليات العسكرية الاستراتيجية، مثل الهجوم الذي نُفذ في مارع والذي يتضمن نشر أسلحة كيميائية على نطاق واسع، لم تكن لتتم إلا بناءً على أوامر مباشرة من الفرع التنفيذي لداعش، أي اللجنة المفوضة، التي تعمل مباشرة تحت قيادة ما يسمى بـ الخليفة”.
يذكر أن تنظيم داعش كان يسيطر على مساحات واسعة في شمال وشرق حلب، قبل أن يتم طرده بعد عمليات عسكرية منفصلة لكل من فصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأسد.