قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إن عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سوريا وصل إلى أعلى مستوياته منذ اندلاع الحرب، إذ يحتاج ثلاثة من كل أربعة أشخاص للإغاثة، ويعاني أكثر من نصف السكان من الجوع، وتكافح مجتمعات بأسرها من أجل البقاء، ويحدث ذلك في وقت انخفض فيه تمويل الجهود الإنسانية إلى أقل مستوياته على الإطلاق.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة في بيانه أن ما يقرب من نصف سكان فترة ما قبل الحرب في سوريا، ما زالوا نازحين ولاجئين داخل وخارج سوريا، مشيراً إلى أن الاحتجاز التعسفي، السجن الجماعي، الاختفاء القسري، القتل خارج نطاق القضاء، العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، التعذيب وغيره من ضروب إساءة المعاملة، كلها ما زالت مستمرة وتمثل عقبة أمام السلام الدائم في سوريا.
وأشار إلى أن الجميع يتحمل مسؤولية إنهاء الإفلات من العقاب، وذكر أن “مئات آلاف، إنْ لم يكن ملايين، الضحايا والناجين السوريين وأسرهم يُعولون علينا”، وفق تعبيره.
وتحدث الأمين العام عن الحاجة لعدد من الأمور الأساسية مثل التوصل إلى حل سياسي تفاوضي، وحماية المدنيين وبنيتهم الأساسية، ووضع نهج تعاوني واستراتيجي “لمكافحة الإرهاب” يتماشى مع القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، إضافة لضمان الوصول الإنساني المستدام وبدون عوائق بأنحاء سوريا وعبر كل الطرق، وكذلك منح تمويل عاجل وكاف للحفاظ على العمليات المنقذة للحياة بما في ذلك التعافي المبكر.
واختتم أنطونيو غوتيريش بيانه بالقول إن “الوقت حان منذ فترة طويلة مضت لتنهض الأطراف الرئيسية بالعمل وتلبي هذه الاحتياجات، محذرا من أن جيلا كاملا في سوريا قد دفع ثمنا باهظا بالفعل لهذا الصراع”.
وفي نهاية كانون الثاني الماضي، قال فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في الشأن الإنساني شمال غربي سوريا، إنه تلقّى عشرات الشكاوى الجديدة حول عدم حصول النازحين على المساعدات الإنسانية اللازمة في المخيمات التي تضررت خلال الهطولات المطرية التي طرأت على المنطقة منذ بداية العام الحالي.
وفي بيان له أشار الفريق إلى عدم تقدير العديد من المنظمات والهيئات الانسانية العاملة في المنطقة لحساسية الأوضاع الانسانية الحالية التي تمر بها محافظة إدلب، والتي تشهد ازدياد في الحاجة لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل أكبر من الأوقات السابقة.
وأضاف أن هناك غياب رؤية واضحة لدى العديد من الجهات للتخفيف من حدة هذه الأزمة التي تزداد يوماً عن يوم، إضافة لـ “تأجيج الاحتقان لدى عدد كبير من الفئات المعوزة، بسبب عدم الحصول على المساعدات الإنسانية بعد الأضرار الأخيرة”.
وتابع البيان: “أخيراً، وبناء على المعطيات السابقة، يطالب منسقو استجابة سوريا من كافة الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني تنسيق الجهود بشكل كامل وخاصة بين المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة و وضع قاعدة بيانات المتضررين على مستوى المنطقة، وضع آلية شفافة لاختيار المستفيدين، وضع استراتيجية ناجعة وسريعة لوصول هذه المساعدات لمستحقيها، التواصل بشفافية مع الرأي العام بخصوص تطورات العمليات الانسانية والنسب المحققة”.