قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي فجر الأربعاء في رسالة عبر الفيديو، معلقا على مقتل عمال إغاثة في ضربة إسرائيلية، إن “هذا الحادث كان خطأ جسيما”.
وأدت الغارة الإثنين إلى مقتل سبعة أفراد من موظفي منظمة “المطبخ المركزي العالمي: “وورلد سنترال كيتشن” غير الحكومية ومقرها الولايات المتحدة.
وأضاف أن ما جرى “كان خطأ أعقب عملية تحديد (هوية هدف) خاطئة حصلت ليلا، أثناء حرب، في ظروف معقدة للغاية. ما كان ينبغي (لهذا الخطأ) أن يحدث”. وتابع هاليفي “نحن نشاطر من أعماق قلوبنا عائلات (الضحايا) ومنظمة وورلد سنترال كيتشن بأسرها حزنهم”.
وأعلن رئيس الأركان أن “هيئة مستقلة ستحقق بعمق في الحادثة وستعلن نتائجها في الأيام المقبلة”.
وأثارت هذه المأساة، التي تنضاف للوضع الصعب في غزة، تنديدا دوليا. وبحسب المنظمة فإن القتلى هم ثلاثة بريطانيين، وأمريكي-كندي، وبولندي، وأسترالية، وفلسطيني.
وإثر الغارة أعلنت “وورلد سنترال كيتشن” وقف عملياتها في غزة. وقدم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مساء الثلاثاء “اعتذاره” للضربة الجوية فيما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنها “لم تكن مقصودة”.
“تجاهل القانون الدولي الإنساني”
وبشدة غير مسبوقة دانت دول ومنظمات عدة، بينها الأمم المتحدة، “تجاهل القانون الدولي الإنساني”. وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل بقوة، مؤكدا أن الدولة العبرية “لم تفعل ما يكفي” لحماية المتطوعين الذين يمدون يد العون للفلسطينيين الذين “يتضورون جوعا”.
وقال بايدن في بيان شديد اللهجة إنه يشعر “بالغضب والحزن”. وأضاف أن توزيع المساعدات في القطاع صعب “لأن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة الذين يحاولون تقديم المساعدة لمدنيين هم بأمس الحاجة إليها”.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن “حوادث مثل ذلك الذي وقع بالأمس لا ينبغي أن تقع. إسرائيل أيضا لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين”.
كما أكد أن التحقيق الذي وعدت إسرائيل بإجرائه لجلاء ملابسات الغارة “يجب أن يكون سريعا، ويجب أن يؤدي إلى المساءلة، ويجب أن تُنشر نتائجه على الملأ”.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن مقتل عمال الإغاثة السبعة لم يكن “حادثة معزولة”، علما بأن الأمم المتحدة تقول إن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس أسفرت عن مقتل حوالي 200 متطوع إنساني.
وقال بايدن في بيانه إن “هذا الصراع هو من بين أسوأ الصراعات في الذاكرة الحديثة من حيث عدد القتلى في صفوف عمال الإغاثة”.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة والتوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار في إطار صفقة رهائن”.
فرانس 24 / أ ف ب