أقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على عرقلة بيانٍ صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين قولهم إن الولايات المتحدة، بدعم من فرنسا وبريطانيا، أبلغت زملاءها في المجلس أن العديد من حقائق بشأن ما حدث يوم الإثنين في دمشق ما تزال غير واضحة، ولم يكن هناك توافق في الآراء بين أعضاء المجلس خلال اجتماع يوم الثلاثاء.
وتقول الولايات المتحدة إنها ليست متأكدة من وضعية المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق، لكنها ستشعر بالقلق إذا كان منشأة دبلوماسية.
إلى ذلك، قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، إن عرقلة البيان “بمثابة توضيح واضح للمعايير المزدوجة التي تستخدمها الترويكا الغربية ونهجها الفعلي تجاه الشرعية والنظام في السياق الدولي”، وفق تعبيره.
ويجب الموافقة على البيانات الصحفية الصادرة عن مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بالإجماع، حيث عارضته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وتقول الولايات المتحدة إنها ليست متأكدة من وضعية المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق، لكنها ستشعر بالقلق إذا كان منشأة دبلوماسية.
وكان المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، قال إنه “في هذا الوضع الإقليمي المتوتر جداً، من الضروري إظهار أقصى درجات ضبط النفس”، مشدداً على ضرورة “احترام مبدأ حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية وموظفيها في جميع الأحوال وفي جميع الظروف وفقاً للقانون الدولي”.
وأمس الأربعاء 3 نيسان، أدان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، داعياً إلى احترام مبدأ حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية وموظفيها في جميع الأحوال وفقا للقانون الدولي.
وأضاف أنه في وقت يتصاعد فيه العنف والمخاطر في المنطقة، بدلاً من التصعيد، يجب على الجهات الفاعلة أن تحترم بشكل صارم التزاماتها بموجب القانون الدولي.
وشدد بيدرسن على أنه “من المهم أن يمارس جميع الأطراف المعنية أقصى درجات ضبط النفس ويتجنبوا المزيد من التصعيد”، محذراً من أن “أي سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع نطاقاً مع عواقب وخيمة للغاية على سوريا والمنطقة”.
والثلاثاء 2 نيسان، أدانت عدة دول عربية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن مقتل قياديين في الحرس الثوري.
وكان موقع “أكسيوس” الأميركي قال إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغت إيران أنه لا علاقة لها بالهجوم على قنصليتها في دمشق، ولم تكن على علم مسبق بها.
ونقل الموقع عن مصادر أميركية قولها إن الإدارة الأميركية أبلغت إيران بشكل مباشر أن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بالهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق ولم تشارك فيه.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن إسرائيل أخطرت إدارة بايدن قبل دقائق قليلة من قيام قواتها الجوية بتنفيذ الضربة، “لكنها لم تطلب الضوء الأخضر الأميركي”، فيما أفاد مسؤول أميركي آخر أن “التحذيرات الإسرائيلية لم تكن مفصلة، ووصلت عندما كانت الطائرات العسكرية في الجو بالفعل”، مؤكداً أن “إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة أنها كانت تخطط لقصف مبنى في مجمع السفارة الإيرانية”.
يذكر أن عدة قتلى سقطوا في الهجوم الذي استهدف، الاثنين، القنصلية الإيرانية بدمشق، بينهم القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين.