وجّه رئيس الوزراء السوري المنشق عن حكومة الأسد، الدكتور رياض حجاب، في بيان حديث، خطاباً شاملاً للشعب السوري بمختلف مكوناته، دعا فيه إلى مواجهة التحديات التي تعصف بالبلاد والعمل بشكل جماعي لإنهاء المأساة التي يعيشها السوريون منذ سنوات.
وأكد حجاب في خطابه، أن الوضع الراهن يتطلب تحركاً فورياً من جميع الأطراف المحلية والدولية لإنقاذ سوريا والحفاظ على وحدتها.
معاناة مستمرة ومسؤوليات تاريخية
أشار الدكتور حجاب إلى استمرار معاناة الشعب السوري في ظل الاستبداد والحروب التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا بين قتلى ومهجرين ومعتقلين، واعتبر أن نظام الأسد يتحمل المسؤولية الكبرى عن تدهور الأوضاع، بسبب اعتماده على المليشيات الطائفية وممارساته القمعية التي عمقت الانقسام وزادت من معاناة السوريين.
وشدد على أن استعادة كرامة الشعب السوري وتحقيق العدالة تتطلب تأسيس نظام سياسي عادل يحمي الحقوق والحريات، ويضمن مشاركة جميع السوريين في صياغة مستقبل وطنهم بعيداً عن خطاب الكراهية والطائفية.
التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم:
أكد حجاب على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ورفض أي محاولات لتقسيم البلاد تحت ذرائع مختلفة. وأوضح أن أي مشاريع من هذا النوع لا تخدم مصلحة الشعب السوري، بل تزيد من تعقيد المشهد، مشيراً إلى أن وحدة سوريا هي الأساس لأي حل مستقبلي.
كما دعا إلى إطلاق برنامج شامل لإعادة إعمار البلاد، يشمل استعادة الخدمات الأساسية، وتوفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم بأمان، وشدد على أهمية توفير بيئة آمنة ومستقرة لجميع السوريين.
الحل السياسي وفق الشرعية الدولية
دعا حجاب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري، مشدداً على أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة، وأكد أهمية تفعيل القرارات الأممية، وخاصة القرار 2254، كأساس للحل السياسي الذي يحقق تطلعات السوريين في بناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الجميع.
وأضاف أن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا لا يمكن أن يتم دون تعاون دولي وإقليمي فعال، يدعم الجهود الرامية إلى إنهاء الاستبداد وضمان التعايش بين مختلف مكونات الشعب السوري.
دعوة للعمل الجماعي والمسؤولية المشتركة
وفي ختام بيانه، دعا الدكتور رياض حجاب كافة القوى السياسية والاجتماعية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية، والعمل بروح الفريق لإنقاذ سوريا وإعادة بنائها، وأكد أن الوقت قد حان لتوحيد الجهود بين الداخل والخارج من أجل إنهاء الاستبداد والطائفية، وتحقيق السلام الذي يضمن وحدة البلاد وكرامة شعبها.
كما طالب المجتمع الدولي والدول الداعمة بتكثيف جهودها لإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوري، مشدداً على أهمية الحلول المستدامة التي تحافظ على وحدة سوريا، وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ختاماً، شدد الدكتور حجاب على أن تحقيق مستقبل مشرق لسوريا يعتمد على إرادة شعبها ومشاركة الجميع في بناء وطن يعمه السلام والعدالة.
يأتي بيان حجاب في وقت يرتكب فيه نظام الأسد مجازر بحق السوريين في محافظتي إدلب وحلب، بعدما حققت فصائل المعارضة تقدماً نوعياً ضمن معركتي “ردع العدوان” و”فجر الحرية”.