دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، هيئة تحرير الشام في سوريا إلى الوفاء بتعهداتها بالاعتدال والاستفادة من دروس سقوط نظام الأسد، محذراً من تكرار تجربة عزلة طالبان في أفغانستان.
وفي كلمة ألقاها بلينكن بمركز “كاونسل أون فورين ريليشنز” بنيويورك، أشار إلى تجربة طالبان قائلاً: “حاولت طالبان إظهار وجه أكثر اعتدالاً عند استلامها السلطة في أفغانستان، لكن سرعان ما ظهرت حقيقتها، مما أدى إلى استمرار عزلتها دولياً”، وفقاً لوكالة فرانس برس.
وأضاف: “إذا كنتم تريدون تجنب العزلة، فهناك خطوات ضرورية لدفع البلاد نحو الأمام”. وذكّر بتجربة طالبان التي أعادت فرض تفسير متشدد للشريعة بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، ما أعاق تواصلها مع المجتمع الدولي.
كما حث بلينكن على تشكيل حكومة سورية “غير طائفية” تضمن حماية الأقليات وتواصل مواجهة تنظيم الدولة (داعش)، إلى جانب إزالة الأسلحة الكيميائية المتبقية.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن هيئة تحرير الشام يجب أن تأخذ عبرة من سقوط نظام الأسد، داعياً إلى تسوية سياسية مع الأطراف الأخرى. وقال: “إصرار الأسد على رفض أي عملية سياسية كان أحد الأسباب الرئيسية لسقوطه”.
ورغم فك هيئة تحرير الشام ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016 وقيادتها هجوم المعارضة لإسقاط النظام، ما تزال مُدرجة كمنظمة “إرهابية” في العديد من الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة.