يعتبر اعتذار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، النادر، أقرب خطوة من موسكو للاعتراف ببعض المسؤولية عن كارثة تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية.
ومع ذلك، لم يعترف بيان الكرملين بمسؤولية روسيا مباشرة، بل اكتفى بالإعلان عن فتح تحقيق جنائي في القضية.
قال العضو السابق في مجلس الدوما الروسي، سيرغي ماركوف، إن “اعتذار بوتين يعود لسببين، الأول كونه سياسيا مدنيا يحترم الدبلوماسية، والثاني، أن تحطم الطائرة الأذربيجانية، يعزى إلى مسؤولية الصواريخ الروسية”.
وقال خلال مقابلة في برنامج “الحرة الليلة” على قناة “الحرة” إن “المسؤولية الأساسية، هي مسؤولية الجيش الأوكراني وطائراته المسيرة التي تستهدف هذه المنطقة”.
واعتذر بوتين، السبت، لنظيره الأذربيجاني إلهام علييف، عما وصفه الكرملين بأنه “حادث مأساوي” وقع في المجال الجوي الروسي، حيث تحطمت طائرة للخطوط الجوية الأذربيجانية، الأربعاء، بعد تفعيل أنظمة الدفاع الجوي ضد طائرات مسيرة أوكرانية.
وتحطمت طائرة الرحلة جيه2-8243 بالقرب من مدينة أكتاو في كازاخستان، بعد أن انحرفت عن مسارها في منطقة بجنوب روسيا حيث وردت أنباء عن مهاجمة طائرات مسيرة أوكرانية لعدة مدن. وكانت الطائرة في طريقها من باكو إلى العاصمة الشيشانية جروزني.
ومنذ الحادث، أوقفت خمس شركات طيران على الأقل رحلاتها مؤقتا إلى مناطق في روسيا، بما في ذلك الخطوط الجوية الأذربيجانية، والخطوط الجوية التركمانستانية، وشركة “العال” الإسرائيلية، وشركة “فلاي دبي” الإماراتية.
قال لينكولن بلومفيلد، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، إن “أغلب ضحايا تحطم الطائرة من المدنيين، ما يضع على المحك سمعة الخطوط الجوية الأذربيجانية”.
وخلال استضافته في ذات البرنامج قال إن “اعتذار بوتين، استغرق ثلاثة أيام ليُقرَّ بأن ذلك حدث فوق الأراضي الروسية”.
وأضاف: “هنالك حساسية في روسيا تجاه الملاحة الجوية والنزاع مع أوكرانيا”.
قال أيضا: “فكرة أن أوكرانيا يمكن أن تصل بالمسيرات إلى مطار غروزني، تثير القلق في موكسو”.
وخلال حديثه ذكر بلومفيلد بحادثة الطائرة الماليزية التي أسقطتها روسيا ولم تعتذر عن ذلك ولم تعترف.
ففي 17 يوليو 2014، أسقط صاروخ روسي الصنع طائرة الخطوط الجوية الماليزية من طراز بوينغ 777 فوق شرق أوكرانيا، حيث كانت تتجه إلى كوالالمبور بعد بضع ساعات فقط من إقلاعها، وقُتل جميع من كان على متنها (298) شخصا.
ولم تعترف موسكو بمسؤوليتها، لكن محكمة هولندية حكمت في نوفمبر 2022، غيابيا، على ثلاثة رجال هم الروسيان إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي، والأوكراني ليونيد خارتشينكو، بالسجن المؤبد لدورهم في المأساة.
أما عن الاعتذار الأخير بخصوص الطائرة الأذربيجانية، قال بلومفيلد: “بوتين لا يعترف بأن الجيش الروسي ضرب طائره مدنية لدولة صديقة”.
وقال: “هذه الطائرة الثالثة التي تحلق فوق أراض روسية وتتعرض لمشاكل السلامة. هذا مثير للحرج لروسيا”.
ومنذ وقوع الحادثة، الأربعاء، في كازاخستان حيث تحطّمت الطائرة بعد عجزها عن الهبوط في وجهتها الأصلية في مطار غروزني جنوب روسيا، تتنامى شكوك تعزو الواقعة إلى صاروخ روسي دفاعي.
المصدر: الحرة