أطلقت الشرطة اللبنانية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين يحاولون اختراق حاجز والوصول إلى مبنى البرلمان في بيروت اليوم السبت 8 آب، وسط احتجاجات على طريقة تعامل الحكومة مع الانفجار المدمر الذي وقع بالمدينة يوم الثلاثاء الماضي.
وتجمع نحو خمسة آلاف شخص في ساحة الشهداء بوسط المدينة ورشق بعضهم الجنود بالحجارة، وذكرت وكالة رويترز أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع عندما حاول بعض المحتجين اختراق الحاجز الذي يسد الشارع المؤدي إلى البرلمان.
وردد المحتجون هتاف ”الشعب يريد إسقاط النظام“ ورفعوا لافتات تقول ”ارحلوا .. كلكم قتلة“، وقالت واحدة من المحتجين تدعى روز سرور لرويترز: ”نريد مستقبلا بكرامة. لا نريد لدماء ضحايا الانفجار أن تضيع هباء“.
وقال المكتب الإعلامي لوزارة الصحة اللبنانية إن عدد قتلى الانفجار الهائل الذي وقع بمرفأ بيروت يوم الثلاثاء ارتفع إلى 158 قتيلا. وأضاف أن عدد المصابين يتجاوز ستة آلاف مصاب ولا يزال هناك 21 مفقودا، ووعدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار.
ويشعر بعض السكان، الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها، أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى.
وقالت الطالبة الجامعية سيلين ديبو وهي تنظف بقع الدماء عن جدران المبنى السكني الذي تعيش فيه وتضرر بفعل الانفجار لرويترز: ”ليست لدينا ثقة في حكومتنا… أتمنى لو تتسلم الأمم المتحدة دفة الأمور في لبنان“، وقال كثيرون إنهم لم يندهشوا على الإطلاق عندما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحياءهم المدمرة قرب مركز الانفجار بينما لم يفعل ذلك زعماء لبنان.
وقالت ماريز حايك (48 عاما) وهي أخصائية نفسية دمر الانفجار منزل والديها ”نحن نعيش في مركز الانفجار. أتمنى لو تتولى دولة أخرى شؤوننا. إن زعماءنا حفنة من الفسدة“.
وأعلن رئيس حزب الكتائب اللبناني سامي الجميل اليوم السبت استقالة نواب الحزب الثلاثة من البرلمان، وجاء ذلك خلال تشييع جنازة أمين عام الحزب نزار نجاريان الذي لقي حتفه في انفجار مرفأ بيروت.
وزار ماكرون بيروت يوم الخميس الماضي، ووعد الحشود اللبنانية الغاضبة بأن المعونات التي ستخصص لإعادة بناء المدينة لن تسقط في ”أيد فاسدة“، وسيستضيف مؤتمرا للمانحين من أجل لبنان عبر الفيديو يوم الأحد وفقا لما أعلنه مكتبه.
وقال رئيس الوزراء ومؤسسة الرئاسة في لبنان إن 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، وهي مادة تستخدم في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة لست سنوات في مستودع بالمرفأ دون إجراءات للسلامة.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التحقيق في الانفجار سيبحث أيضا إن كان ناتجا عن قنبلة أو أي تدخل خارجي آخر. وأضاف أن التحقيق سيبحث ما إذا كان الانفجار ناجما عن الإهمال أم قضاء وقدر مشيرا إلى أن 20 شخصا جرى توقيفهم حتى الآن.