أدلت كل من تركيا وروسيا بتصريحات متباينة حول نتائج القمة التي جرت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحفيين، اليوم الخميس 30 أيلول، إن النزاعات الإقليمية، منها أزمات سوريا وليبيا وأفغانستان وإقليم قراباغ، اتخذت مكانة ملموسة ضمن أجندة المحادثات بين بوتين وأردوغان.
وأضاف بيسكوف أنه “تم التأكيد على ضرورة تطبيق اتفاقاتهما بخصوص إخلاء محافظة إدلب من العناصر الإرهابية المتبقية هناك والتي من شأنها أن تشكل خطراً”.
يأتي ذلك فيما قال الرئيس التركي اليوم الخميس، إنه بحث سبل التوصل إلى حل نهائي ومستدام في سوريا، وبالدرجة الأولى إدلب، وأضاف أنه تم تحديد خارطة طريق سيعتمد عليها وزراء الدفاع والخارجية في كل من روسيا وتركيا بهذا الصدد.
وشدد الرئيس التركي على “التزام أنقرة بالاتفاقات المبرمة مع موسكو بشأن سوريا”، موضحًا أنه “لا عودة عن ذلك”، كما قال إنه ذكّر بوتين بوجود مكتب يتبع لقوات سوريا الديمقراطية في موسكو وأنه لا بد من إبعاد قسد عن الحدود وفق الاتفاقات بين الطرفين.
وأمس الأربعاء 29 أيلول، وصف الرئيس التركي لقاءه مع نظيره الروسي بـ”المثمر”، وذلك في وقت لم ترشح فيه أي بيانات من الطرفين بشأن إدلب والملف السوري بشكل عامل.
إلى ذلك، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شكره لنظيره التركي لزيارته بلاده، مؤكدا أن “اللقاء الثنائي في مدينة سوتشي كان مفيدا وشاملا للغاية”.
وقال بوتين أثناء مصافحته أردوغان: “أشكرك على زيارتك. اللقاء كان مفيدا وشاملا للغاية، سنواصل الاتصالات”.
وعقد أردوغان مع نظيره الروسي اجتماعًا استغرق ساعتين و45 دقيقة، بحسب “الأناضول”.
وقبل اللقاء المغلق، صرّح الرئيس التركي بأن “السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات القائمة بين تركيا وروسيا”، وأكد أن أنقرة “لن تتراجع عن الخطوات التي اتخذتها باتجاه التعاون الدفاعي بين البلدين”.
وقال أردوغان: “السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات بين تركيا وروسيا، والخطوات التي يتخذها البلدان معًا بشأن سوريا لها أهمية كبيرة”، وأعرب عن ثقته بوجود “فائدة كبيرة من استمرار العلاقات التركية الروسية وتعزيزها”.
وتطرق إلى العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين قائلا: “رغم حدوث بعض التذبذبات في حجم التبادل التجاري، إلا أنه بحالة جيدة جدًا في الوقت الحالي، وأعتقد أنه سيكون في وضع أفضل”.
وكان الكثيرون يعولون على هذا اللقاء المشترك بين بوتين وأردوغان لمعرفة مصير منطقة شمال غربي سوريا وخاصة جبل الزاوية وسهل الغاب التي تشهد خروقات يومية من قبل قوات الأسد والطائرات الروسية.
ويتوقع مراقبون عدم توصل أردوغان وبوتين إلى تفاهمات جديدة رغم التصريحات الودية، ومما يدلل على ذلك عدم إدلاء الجانبين بأي تصريح حول إدلب التي تخضع لتفاهمات تركية روسية آخرها اتفاق موسكو في آذار عام 2020.