عقد رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، في أنقرة اجتماعاً تشاورياً مع وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأمريكية ترأسته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى السيدة باربرا ليف، جرى خلاله تبادل وجهات النظر حول الحل السياسي وضرورة إيجاد آليات إلزامية لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية السورية، بحسب ما ورد على موقع هيئة النتفاوض.
وأشار المصدر إلى أن اللقاء حضره عن الجانب الأمريكي أيضاً كل من نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب بلاد الشام والشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية ناتاشا فرانشيسكي، ومدير منصة سوريا الإقليمية في الخارجية الأمريكية نيكولاس غرانجر، كما حضره رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، وأمين سر الهيئة صفوان عكاش وأعضاء الهيئة إبراهيم برو وهنادي أبو عرب.
وأكّد رئيس الهيئة خلال اللقاء على ضرورة دعم كافة الدول الفاعلة للحل السياسي خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والضغط الجماعي من أجل إيجاد آليات ملزمة لتحريك هذا الملف عبر تنفيذ القرارات الدولية وخاصة بيان جنيف والقرار 2254 الذي وافقت عليه جميع الأطراف بما فيها الدول الكبرى.
وشدّد على حتمية تحريك العملية السياسية، وأهمية أن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها في هذا الملف لوقف الاستنزاف السوري المستمر منذ أكثر من 13 عاماً، وتحقيق التغيير السياسي الجذري الذي ينتظره السوريون ويستحقونه وضحّوا من أجله بالكثير.
وحول الجوانب الإنسانية، أكّد على ضرورة استمرار تقديم أقصى مستويات المساعدة للسوريين، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الصحية والتعليمية والإغاثية لملايين السوريين الذين شرّدهم النظام ودفعهم للنزوح واللجوء في أصقاع الأرض، مشيراً إلى أن الاحتياجات المتوافرة في الوقت الراهن لا تسدّ إلا نسبة بسيطة من الاحتياجات الأساسية للسوريين.
وخلال اللقاء رحّب رئيس الهيئة بالمبعوثة الأمريكية الجديدة الخاصة إلى سوريا السيدة ناتاشا فرانشيسكي، مؤكّداًً استعداد الهيئة للتعاون والتشاور بما يمكن أن يخدم القضية السورية والحل السياسي، مشيراً كذلك إلى اللقاءات الإيجابية المستمرة مع مدير منصة سوريا الإقليمية في الخارجية الأمريكية السيد نيكولاس غرانجر.
ومن جانبها أكدت بربارا ليف دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية وضرورة التوصل لحل سياسي بأسرع وقت في سوريا وإيقاف استنزاف الشعب السوري وتحقيق السلام المستدام من خلال تطبيق القرار 2254.
وقبل نحو أسبوع، قالت هيئة التفاوض السورية، إن رئيسها بدر جاموس، بحث مع المبعوث الفرنسي إلى سوريا السيد جان-فرانسوا غيوم، مستجدات الملف السوري وسبل التعاون لتحريك العملية السياسية وفق القرارات الأممية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2254.
وجرى الحديث خلال اجتماع افتراضي عبر الفيديو عن أهم الملفات التي ستحملها هيئة التفاوض السورية إلى نيويورك لاجتماعات الدورة 79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، بحسب ما ورد في موقع الهيئة.
وأكد رئيس الهيئة على “أهمية دور فرنسا في الملف السوري، في ظل المستجدات الأخيرة والخطوات التي اتّخذتها بعض دول الاتحاد الأوروبي، وأهمية الاستمرار في السياسات القائمة للاتحاد الأوروبي، مع ضرورة تطويرها بما يفيد في تحسين الوضع المعيشي للشعب السوري في كافة المناطق في الداخل السوري، وفي الوقت ذاته يدعم دفع العملية السياسية إلى الأمام من خلال مفاوضات تؤدي إلى حل سياسي شامل يُحقق تطلعات الشعب السوري”.