شارك العشرات في إدلب بوقفة تضامنية اليوم الأحد 19 نيسان، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة لمجزرة “الساعة” التي ارتكبتها قوات الأسد في مدينة حمص عام 2011.
وأفاد مراسل وطن إف إم أن العشرات من سكان مدينة إدلب ومهجري مدينة حمص تجمعوا في منطقة الضبيط وسط المدينة، وحملوا هتافات شددوا فيها على ضرورة محاسبة نظام الأسد على المجازر التي ارتكبها بحق السوريين.
وكانت قوات الأسد والشبيحة ارتكبت ليلة 18 / 19 من نيسان 2011 أول مجزرة جماعية في الثورة السورية، وذلك بعد أن دعا ناشطو المدينة لاعتصام شعبي يتم بثّه مباشرة بواسطة عدد من القنوات الفضائية.
وكانت ساحة الساعة ممتلئة بالمدنيين المشاركين في الاعتصام، وبعد منتصف الليل ألقى الشيخ محمود الدالاتي خطاباً بالمعتصمين، وقال إنّه تلقى اتصالاً من ضابط في القصر الجمهوري تدعوه إلى فض الاعتصام، وإلا فسيتحمّل المعتصمون النتيجة.
ودعا المتحدث المعتصمين إلى إنهاء الاعتصام ومغادرة الساحة، وبالفعل غادر عدد كبير من المتظاهرين، وبقي في الساحة حوالي 3000 شخص، وفي حوالي الساعة الثانية صباحاً، تحدّث الشيخ الدالاتي مع المعتصمين، وقال إن المنظمين حريصون على حياة المعتصمين، وأن هناك وعود وتطمينات من القصر لترتيب لقاء لتلبية مطالب المتظاهرين.
لكن وبعد انتهاء كلمة الدالاتي مباشرة، بدأ مئات العناصر من الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري والمخابرات الجوية باقتحام الساحة، وبدأوا بإطلاق النار على المعتصمين الموجودين في الساحة، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش نقلت عن عنصر منشق من قوات الأسد شارك في فض الاعتصام قوله: «جلس المتظاهرون في الساحة، قيل لنا أن نفرقهم باستخدام العنف إذا لزم الأمر، كنا هناك مع فرع أمن القوات الجوية والجيش والشبيحة، حوالي الثالثة والنصف صباحاً وصلنا أمر من العقيد عبد الحميد إبراهيم من أمن القوات الجوية بإطلاق النار على المتظاهرين».
وأضاف: «رحنا نطلق النار نحو نصف ساعة كان هناك العشرات والعشرات من القتلى والمصابين بعد 30 دقيقة، وصلت آليات حفّارة وعربات إطفاء رفع الحفارون الجثامين ووضعوها على ظهر شاحنة لا أعرف إلى أين أخذوهم تم نقل المصابين إلى المشفى العسكري في حمص وبدأت عربات الإطفاء في تنظيف الساحة».
هذا ولم تستطع الشبكات الحقوقية توثيق العدد الدقيق للضحايا الذين سقطوا في هذه المجزرة حتى الآن، خاصة أن قوات الأسد سحبت جثامين القتلى، وكان من الصعب في اليوم التالي العودة إلى ساحة الساعة مجدداً، بعدما كشف نظام الأسد عن طريقته الوحشية للرد على الاعتصامات وإنهائها، حيث لا يزال الكثير ممن كانوا موجودين في الاعتصام في عداد المفقودين، ولا يعرف إذا ما كانوا على قيد الحياة في المعتقلات أو متوفين، في حين لا يزال المجتمع الدولي يغض الطرف عن محاسبة النظام رغم تكراره للمجازر الوحشية بحق آلاف السوريين في معظم المدن السورية.