طالب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس المجتمع الدولي بتقديم مساعدات كبيرة إلى الشعب السوري في ظل أزمة كورونا، وذلك في أعقاب مشاورات مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والتركي حول الوضع في سوريا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمس الثلاثاء 19 أيار.
وقال وزير الخارجية الألمانية: ” المطلوب هنا مساعدات إنسانية شاملة وتحرك مشترك لتأمين توصيل المساعدات”. وأضاف ماس: “اتفقنا أيضا على أنه لا غنى عن تمديد تفويض الأمم المتحدة لتقديم مساعدات عبر الحدود”، كما أعلن أنهم عازمون على مواصلة الدعم المشترك لعمل المبعوث الأممي الخاص لسوريا، جير بيدرسون، من أجل إتاحة استئناف المفاوضات المتعثرة في جنيف.
ونقلت وزارة الخارجية الألمانية عن ماس قوله إن جائحة كورونا فاقمت بشكل كبير من الموقف الصعب بطبيعته في سوريا، وأضاف: “نحن قلقون للغاية حيال التأثيرات المحتملة ولاسيما على النازحين في الداخل في سوريا”.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، طالب بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والتي تنتهي مدتها في يوليو/تموز المقبل.
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تليفزيونية بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا أمس الثلاثاء 19 أيار.
وقال لوكوك، إن آلية إيصال المساعدة العابرة للحدود إلى سوريا هي “شريان حياة لملايين المدنيين الذين لا تستطيع الأمم المتحدة الوصول إليهم بوسائل أخرى ولا يمكن استبدالها ويجب تجديد تفويضها”.
وأضاف لوكوك في إفادته خلال جلسة مجلس الأمن أن “التأخير سيزيد المعاناة ويكلفنا فقد الأرواح .. إن اتخاذ قرار مبكر من المجلس سيجنبنا تعطيل هذه العملية الحيوية وسيساعد المنظمات الإنسانية على مواصلة توسيع نطاق الاحتياجات الحالية لمواجهة فيروس كورونا”.
وأردف: “يمثل الإذن بالمساعدة عبر الحدود بموجب قرار مجلس الأمن 2504 القناة الوحيدة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لملايين الأشخاص شمال غربي سوريا”.
وتابع: “الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) أكد في تقريره الخاص بالعمليات العابرة للحدود أن تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة في الشمال الغربي تتطلب تجديد الترخيص عبر معبري باب السلام وباب الهوى لمدة 12 شهرًا إضافيًا”.
وأوضح المسؤول الأممي أن “ما يقدر بنحو 9.3 مليون شخص في سوريا يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي – ارتفاعًا من حوالي 7.9 مليون شخص قبل ستة أشهر”.
وقال لوكوك إن “عمليات قتل المدنيين في جميع أنحاء سوريا تتزايد، ويبدو أن مختلف أطراف النزاع، بما في ذلك تنظيم داعش، ينظرون إلى كورونا، على أنه فرصة لإعادة التجمع وإحداث العنف ضد السكان المدنيين”.