أخبار سورية

صحيفة “الشرق الأوسط”: مئات الوفيات والإصابات بفيروس كورونا في دمشق

ثبتت الكثير من الإصابات في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة

كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” أن فيروس كورونا يتفشى بشكل كبير في العاصمة دمشق، وسط عدم قدرة الناس على التزام إجراءات الوقاية أو شراء الكمامات.

ونقلت الصحيفة اليوم الثلاثاء 4 آب عن مصادر طبية أن مئات الحالات تتوافد يومياً إلى مستشفيات المدينة، مقدّرة أن هناك أكثر من 200 حالة وفاة يومياً في دمشق، حيث بات هناك نقص بالسيارات المخصصة لدفن الموتى.

وأكد موظفون لـ”الشرق الأوسط” ثبوت الكثير من الإصابات في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية أن الوضع في المشافي سيء للغاية لناحية استقبال المرضى والاعتناء بهم بسبب عدم توفر الإمكانيات وكثرة الوساطات، في ظل تدهور الوضع في البلاد على كافة الصعد بسبب العقوبات.

وأضافت: “البعض يتم استقباله فوراً والاعتناء بهم بعد اتصالات هاتفية، بينما الآخرون يتم استقبال غالبيتهم أيضاً، لكن المصاب منهم بوعكة هضمية ربما يصاب بالفيروس وهو في المشفى بسبب سوء الوضع والرعاية الصحية”.

ورغم ملامح الخوف الواضحة على وجوه الناس وخلال أحاديثهم من تزايد انتشار الفيروس، لا تبدو عليهم مظاهر الوقاية اللازمة بسبب الفقر الذي أنهكهم، إذ تؤكد تقارير أممية أن أكثر من 87 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.

ويلاحظ في شوارع دمشق وأسواقها اقتصار إجراءات الوقائية عند الغالبية على التباعد المكاني، وإلغاء الزيارات، وارتداء القليل منهم للكمامات، مع وجود حالات من اللامبالاة لدى كثيرين.

ومنذ بداية تموز الماضي، تزايد الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية عن حالات إصابة بالفيروس وحالات وفاة، إذ تم الإعلان عن وفاة سهيل مرشة، نائب عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق السبت الماضي بسبب إصابته بالفيروس، وكذلك وفاة رئيس تحرير قناة “الإخبارية السورية” خليل محمود لذات السبب.

كما توفي الفنان اللبناني مروان محفوظ بسبب الفيروس في مستشفى “الأسد الجامعي” بدمشق، وطبيب في مستشفى الهلال الأحمر، وعدد من شيوخ المساجد للسبب ذاته، بينما تم الإعلان عن ثبوت حالتي إصابة بين القضاة في القصر العدلي بدمشق، والاشتباه بإصابتين.

وكانت وزارة الصحة في حكومة الأسد تسجل بشكل يومي أعداد إصابات بين 19 و29 إصابة وشفاء ما بين 5 – 8 حالات، ووفاة من 1 – 3 حالات. وبلغ إجمالي عدد الإصابات في البلاد حتى الأحد الماضي ووفق الوزارة 809 إصابات، وإجمالي المتعافين 256، في حين وصل عدد الوفيات إلى 44.

ونقلت الصحيفة عن رجل في العقد الخامس من العمر، أن “الناس تعبانة كتير (مادياً)، وعليها الاختيار بين تأمين مستلزمات الوقاية أو قوتها اليومي، فمن المستحيل أن تتمكن من تأمين الاثنين معاً”، وأضاف: “الأكل أبداً فالجوع صعب، أما الوقاية من «كورونا»، تقوم الناس بما تقدر عليه والباقي على الله”.

يصل سعر الكمامة الواحدة التي تستخدم ليوم واحد إلى 500 ليرة سورية، أي أن العائلة المؤلفة من 5 أشخاص تحتاج لـ2500 ليرة ثمن كمامات يومياً، بينما يبلغ سعر قطعة الصابون نحو 500 ليرة، وعبوة المعقم الوسط نحو 5 آلاف، على حين مرتب الموظف لا يتجاوز الـ50 ألف ليرة.

وفي إقرار بتزايد انتشار الفيروس، قالت وزارة الصحة في حكومة الأسد السبت الماضي في بيان: أنها “تؤكد مجدداً على أن الأعداد التي أعلنت عنها هي للحالات التي أثبتت نتيجتها بالفحص المخبري (بي سي آر) فقط”، وأضافت أن هناك “حالات لا عرضية”، وذكرت أنها لا تملك الإمكانات لإجراء مسحات عامة في المحافظات في ظل الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على البلاد الذي طال القطاع الصحي بكل مكوناته، مشيرة إلى أن ذلك يبرز ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية لضبط الانتشار وحماية الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى