قالت منظمة أطباء بلا حدود إنّ قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية يعني أنّ المرضى في مخيمات شمال شرق سوريا لن يكونوا قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية الحيوية خارجها، ومن تلك المخيمات مخيم الهول الذي يؤوي أكثر من 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وفي تقرير لها، أضافت “أطباء بلا حدود”، أنّ العواقب سوف تكون وخيمة على قاطني مخيم الهول الذين “سوف يفتقرون إلى خيارات الوصول إلى الرعاية الصحية الثانوية والمتخصصة الأساسية، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأرواح ومنع مزيد من المعاناة”.
وأشارت إلى أن قاطني المخيم لن يتمكّنوا من “الوصول إلى الرعاية الصحية خارج المخيم”، خصوصاً المصابون بأمراض خطرة، مؤكدةً “عدم كفاية الوصول إلى الرعاية الصحية الثانوية” في المخيم.
وتوجهت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى الجهات الدولية المانحة مشدّدةً على أنّ “الأرواح على المحكّ”، وبالتالي “يجب إعطاء الأولوية للتمويل من أجل ضمان استمرار توفير الرعاية الصحية للأشخاص الذين يعيشون في مخيم الهول والمخيمات الأخرى في شمال شرق سورية”.
ونقلت منظمة “أطباء بلا حدود” عن أحد قاطني المخيمات قوله إنّ الأطفال الذين يحتاجون إلى مراجعة طبيب في مدينة الحسكة، يؤخَذون إلى الطبيب بمفردهم، من دون أيّ مرافقة من أفراد العائلة. أضافت المنظمة التي لم تفصح عن اسم هذا المتحدّث، أنّه أكّد أنّ “هذا الأمر صعب” إذ إنّ الأطفال قد يكونون في الثالثة أو الرابعة من عمرهم، لافتاً إلى أنّ الأهالي ينتظرون عودة أولادهم عند البوابة الرئيسية للمخيم.
وفي آذار الجاري، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، إن بلاده لن تعيد الأطفال والبالغين السويديين من مخيم الهول شرقي الحسكة وغيره من المخيمات التي يقطن بها عوائل تنظيم “داعش” شمال شرقي سوريا.
وأضاف بيلستروم بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس: “الحكومة لن تعمل لضمان نقل المواطنين السويديين والأشخاص الذين تربطهم علاقات بالسويد والموجودين في معسكرات أو مراكز احتجاز شمال شرقي سوريا إلى السويد”.
وتابع أن “السويد ليس عليها أيّ واجب قانوني بالتحرّك لإعادة هؤلاء إلى السويد وهذا ينطبق على النساء والأطفال والرجال”، وفيما يتعلق بأسباب الرفض، أشار بيلستروم إلى أن تداعيات إعادة هؤلاء على الوضع الأمني في السويد تبرّر قرار عدم إعادة أيّ منهم”.
يذكر أن الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا طالبت أكثر من مرة الدول الأجنبية بضرورة استعادة مواطنيها المحتجزين في مخيمات شمال شرق سوريا دون استجابة كبيرة من تلك الدول.