منوعات

ماذا تعرف عن ذكاء الأخطبوط ؟!

الأخطبوط كائن شديد الذكاء، فهو قادر على جرّ قشرتين من ثمرة جوز الهند ليقوم بالاختباء داخلهما. بعد ذلك، يجمع الحيوان هذه القشور ليتخذا شكلا شبيها بالأوعية المرصوفة ومن ثم يلقي بهما بعيدا.

وعلى مدار عقود، درس الباحثون كيفية تطور بعض الحيوانات لتصبح ذكية، من بينها القردة والفيلة والدلافين وحتى بعض الطيور، على غرار الغربان والببغاوات.
لكن جلّ النظريات العلمية تفشل عندما يتعلق الأمر برأسيات القدم، وهي مجموعة تضم الأخطبوط والسبيدج والحبار. وعلى الرغم من امتلاكها سمات الإبداع، فإنها تفتقر لبعض علامات الذكاء المميزة التي تظهر عند جميع أنواع الحيوانات الأخرى.

ولقياس مستوى ذكاء الحيوانات، يراقب العلماء هذه المخلوقات في البرية، ويشاهدون كيف قام الدلفين بإلصاق إسفنجة على أنفه لتجنب أن يتم جرحه من قبل الصخور الحادة والمرجان. كما يجلب العلماء الحيوانات إلى المختبر ويقدمون لها الألغاز لحلها، على غرار مكافأة الغربان عندما تتعلم تمزيق الورق لقطع من نفس الحجم.

أدمغة كبيرة

وعند مقارنة عدد قليل من الكائنات، حدّد العلماء بعض العوامل المشتركة بينها حيث تمتلك الحيوانات أدمغة كبيرة مقارنة مع حجم جسمها، كما أنها تعيش فترة طويلة ويمكنها تكوين روابط اجتماعية طويلة الأمد. وقد أدت أوجه التشابه هذه إلى ظهور بعض التفسيرات الواعدة للكيفية التي تطورت بها بعض الحيوانات لتصبح ذكية.

وتتصرف رأسيات القدم بطرق تجعلها تبدو ذكية للغاية. فعلى سبيل المثال، قام الأخطبوط “إنكي” بعملية هروب مشهورة مؤخرا من حوض السمك الوطني لنيوزيلندا، حيث خرج من السياج وانزلق إلى فتحة تصريف المياه الأرضية ليذهب إلى البحر على ما يبدو. وفقا لتقرير للكاتب كارل زيمر نشر في نيويورك تايمز.

ويمكن للحبار إخافة الحيوانات المفترسة عن طريق تشكيل بقع شبيهة بالعين على جسده ليبدو مثل سمكة عملاقة. لكنه يستخدم هذه الحيلة فقط ضد الحيوانات المفترسة التي تعتمد على الرؤية للعثور على الفريسة. أما في حال ظهور حيوان مفترس يعتمد على الرائحة للبحث عن فريسته، فإن الحبار يتمتع بالذكاء الكافي للفرار.

وتتمثل السمة الأخرى -التي تشترك فيها رأسيات القدم مع الحيوانات الذكية الأخرى- في الدماغ الكبير نسبيا. فعلى سبيل المثال، تعد معظم الخلايا العصبية التي تعمل على الحوسبة موجودة في أذرع الأخطبوط.

أما ما يلفت الانتباه، فيتمثل في أن رأسيات القدم هذه تموت في سن صغيرة. وقد يعيش البعض منها لمدة تصل إلى سنتين، في حين أن البعض الآخر لا يعيش سوى بضعة أشهر. ولا تشكل هذه الفصيلة روابط اجتماعية.

ذكاء غير كاف

فعلى الرغم من تجمعها للزواج، لا يظل الذكور والإناث معا لفترة طويلة أو لرعاية الصغار. وبينما قد تعيش حيوانات الشمبانزي والدلافين في مجتمعات تضم العشرات من الحيوانات الأخرى، تبدو رأسيات القدم وكأنها تفضل الانعزال.

ومع ذلك، لا يبدو الذكاء الحل الأمثل بالنسبة لهذه الفصيلة من الرخويات نظرا لأنه سيقع عاجلا أم آجلا افتراسها.

ومن المؤمل أن تقدم الأبحاث نتائج أكثر من تسليط الضوء على الأخطبوطات والأنواع الأخرى من فصيلتها، كما يمكن أن تقدم لنا فهما أعمق للذكاء بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى