منوعات

ضيوف الرحمن يصعدون إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم

بدأ حجاج بيت الله الحرام منذ صباح اليوم الجمعة التوافد إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، وذلك بعدما قضوا أمس يوم التروية في مشعر منى قرب مكة المكرمة اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وأدى نحو مليون حاج -بينهم 850 ألفا من خارج السعودية- صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا في مسجد نمرة على صعيد عرفات، واستمع الحجيج إلى خطبة يوم الحج الأعظم التي ألقاها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى.

 

وقد ركز الخطيب على أهمية نبذ الفرقة والتنافر بين المسلمين، وقال إن حسن الخلق يعد قيمة مشتركة بين الناس كافة وسلوكا رشيدا للمجتمع.

 

وأضاف العيسى أن الإسلام روح جامعة، ونبيه الكريم هو القائد، مشيرا إلى ضرورة التصدي للمفاهيم المغلوطة عن الإسلام.

 

ويمكث ضيوف الرحمن في مشعر عرفات حتى غروب الشمس لينفروا بعدها إلى مشعر مزدلفة، حيث سيؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويقضون ليلتهم هناك استعدادا لأعمال يوم النحر.

 

ويقع جبل عرفات على بعد أكثر من 20 كيلومترا إلى الشرق من مكة ويبعد 10 كيلومترات عن مشعر منى، حيث سيتوجه الحجاج لرمي الجمرات غدا السبت في أول أيام عيد الأضحى.

 

وعرفات هو المشعر الوحيد من المشاعر المقدسة الذي يقع خارج حدود الحرم المكي.

 

دموع وصلوات

وبمجرد أن وصلوا إلى عرفات جلس ضيوف الرحمن وصلى البعض وانهمرت دموع آخرين والتقط البعض صورا ذاتية (سيلفي) لتوثيق هذه اللحظات المهمة في حياتهم، وتوجه بعض الحجاج إلى مسجد نمرة.

 

وقالت الحاجة المصرية فرحانة أمين “لم أكن أحلم أن أكون هنا، الحمد لله ربنا منَّ علينا بالحج بعد سنوات سعيت فيها لأداء الفريضة”.

 

ولم تغب الأوطان عن دعاء الحجاج وأمنياتهم، فقال الحاج التونسي عفيف الغانمي “شعوري اليوم شعور فياض.. شعور غريب، أطلب من ربي الاستقرار لكافة الدول ولبلدنا تونس، ونتمنى أن تنهض اقتصاديا واجتماعيا”.

 

وموسم هذا العام هو الأول بعد رفع القيود التي فرضها فيروس كورونا في العامين الماضيين، إذ قلصت الجائحة عدد الحجاج إلى حد كبير وتم الاقتصار في حج العامين الماضيين على الحجاج من داخل المملكة.

 

تدابير مشددة

تؤدى المناسك هذا العام وسط إجراءات أمنية وصحية مشددة في أول موسم للحج بعد عامين من انتشار جائحة كورونا، ومن أبرز تلك الإجراءات تعقيم المسجد الحرام 12 مرة يوميا.

 

وسمحت السلطات السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفيروس كورونا بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب الوباء.

 

وموسم الحج هذا العام -الذي اختير المشاركون فيه بالقرعة- هو أكبر بكثير من الموسمين السابقين في عامي 2020 و2021، لكنه لا يزال أصغر من الأوقات العادية، ففي عام 2019 شارك نحو 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في مناسك الحج السنوية، وهو واحد من أركان الإسلام الخمسة وفريضة لا بد للمسلمين القادرين من تأديتها مرة واحدة في حياتهم.

 

لكن بعد ذلك، أجبر تفشي فيروس كورونا السلطات السعودية على تقليص أعداد الحجاج بشكل كبير، فشارك 60 ألف مواطن ومقيم في المملكة تم تطعيمهم بالكامل في عام 2021 في مقابل بضعة آلاف في عام 2020.

 

ويقتصر حج هذا العام على الفئة العمرية الأقل من 65 عاما، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية من لقاحات كورونا المعتمدة في وزارة الصحة السعودية.

 

وأقامت السلطات كثيرا من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

 

وتنتشر فرق الإسعاف في مواقع مختلفة داخل المسجد الحرام، ويصطف عشرات المتطوعين في طوابير طويلة وهم يمسكون بكراسي متحركة لمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون المشي مسافات طويلة.

 

الجزيرة نت 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى