تلقت الطفلة لالاني إيريكا ريني والتون، هاتفا هدية في عيد ميلادها الثامن في أبريل 2021، وسرعان ما باتت مدمنة على مشاهدة مقاطع فيديو تيك توك، بحسب تقرير لصحيفة “الغارديان”.
كانت لالاني، وهي من تمبل في ولاية تكساس الأميركية، غالبا ما تنشر مقاطع فيديو لنفسها بينما تغني وترقص، على أمل أن تصبح “مشهورة في عالم التيك توك”.
وفي يوليو 2021، بدأت عائلتها في ملاحظة كدمات على رقبتها، لكنها وصفت الأمر بأنه حادث.
دون علمهم، بدأت لالاني في المشاركة في تحدي انقطاع التيار الكهربائي، قبل أن تشارك في تحدي التعتيم، أو ما يعرف أيضاً بلعبة الاختناق على تيك توك مما انتهى بموتها.
عائلة لالاني واحدة من اثنتين رفعتا دعوى، الثلاثاء، في محكمة مقاطعة لوس أنجلوس العليا، حيث ألقى الآباء باللوم على خوارزميات التطبيق في اختناق طفلتيهما في عمر ثمانية وتسعة أعوام، بسبب “تحدي التعتيم” أو لعبة الإغماء، في 2021.
ولعبة الإغماء هو توجيه المشاركين في التحدي إلى خنق أنفسهم وقطع إمدادات الهواء عنهم، حتى يفقدوا الوعي.
وتوفيت لالاني في 15 يوليو 2021، حيث قررت الشرطة أن وفاتها كان “نتيجة مباشرة لمحاولة تحدي التعتيم على تطبيق تيك توك، بحسب الدعوى.
في يوم وفاتها، كانت لالاني قد أمضت ساعات في مشاهدة مقاطع الفيديو، بما في ذلك مشاركات التحدي، خلال رحلة عائلية.
كانت لالاني تعتقد أنها إذا نشرت مقطع فيديو لنفسها أثناء قيامها بتحدي التعتيم هذا، فستصبح مشهورة، ولذا قررت تجربته”، بحسب الدعوى التي أشارت إلى أن الطفلة “كانت تبلغ من العمر ثماني سنوات في ذلك الوقت ولم تكن تقدر أو تفهم الطبيعة الخطرة لما كان التطبيق يشجعها على القيام به.”
أما الضحية الأخرى المذكورة في الدعوى، التي رفعها مركز قانون ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي (SMVLC)، فهي أرياني جايلين أرويو البالغة من العمر تسع سنوات من ميلووكي بولاية ويسكونسن، فحصلت على هاتف أيضا عندما كانت في السابعة من عمرها وكانت تطالع “تيك توك” مرات عدة في اليوم، حتى أصبحت مهووسة ومدمنة على التطبيق، بحسب الدعوى.
في يناير 2021، ناقشت العائلة مع الطفلة أرياني، حادثة وفاة أحد مستخدمي “تيك توك” وهو شاب نتيجة أحد التحديات، لكن الطفلة أكدت لهم أنها لم ولن تشارك أبدا في مقاطع فيديو خطيرة.
ومع ذلك، في 26 فبراير 2021، وجدها شقيقها البالغ من العمر خمس سنوات لا تتنفس.
تم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى محلي ولكن في النهاية لم تفلح معها أجهزة التنفس الاصطناعي.
ويرى المركز الذي أقام الدعوى أن “الخوارزمية الخطيرة للمنصة دفعت عن قصد وبشكل متكرر” مقاطع الفيديو الخاصة بالتحدي إلى خلاصات الأطفال، مما يحفزهم للمشاركة في التحدي الذي أودى بحياتهم في النهاية.
تسرد الدعوى القضائية، بحسب “الغارديان”، عددا من الشكاوى ضد تيك توك، بما في ذلك أن الخوارزميات الخاصة بها تروج لمحتوى ضار، وتسمح للقصر باستخدام التطبيق، ولا تحذر المستخدمين أو الأوصياء القانونيين عليهم من طبيعة التطبيق التي تسبب الإدمان.
وتنقل الصحيفة عن المحامي المؤسس للمركز، ماثيو بي بيرغمان، “يجب تحميل تطبيق تيك توك المسؤولية عن دفع المحتوى القاتل لهاتين الفتاتين الصغيرتين، لقد استثمرت هذه الشركة مليارات الدولارات لتصميم منتجات عن قصد، تروج لمحتوى يعرف أنه خطير، يمكن أن يؤدي إلى وفاة مستخدميه”.
تسعى عائلتا والتون وأرويو للحصول على مبلغ غير محدد كتعويضات وطلبتا إجراء محاكمة أمام هيئة محلفين في كاليفورنيا.
ولم يرد تطبيق تيك توك على الفور على طلب التعليق.
وتعرضت الشركة لانتقادات في الماضي لأنها سمحت بانتشار تحديات خطيرة.
الحرة