انطلقت الثورة الشعبيّة السلميّة في سوريا، رافعةً شعارات المطالبة بالحريّة والعدالة وتغيير نظام الحكم الديكتاتوريّ، واجهها نظام الأسد بالآلة العسكريّة القمعيّة، فاعتقل وقتل عشرات الآلاف من المتظاهرين.
ودفعت الانتهاكات بحقّ السوريين، الثوار إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، فيما بقي قسمٌ كبيرٌ متمسّكٌ بالخيار السلميّ من خلال ممارسته العمل الإعلاميّ وتنظيم الوقفات الاحتجاجيّة واستمرار المظاهرات رغم القصف الجويّ والمدفعيّ، فيما واصل آخرون نهجهم السلميّ عبر أنواع الفنون المختلفة.
استضفنا في ملف اليوم الذي يبثّ كلّ ثلاثاء على إذاعة وطن اف ام الصحفي “جلال بكّور” الكاتب في صحيفة صدى الشام للحديث عن مقاله ” تقاسم سوريا قبل سوتشي”.
وقال بكّور إنّ عسكرة الثورة حاجة، جاءت كردّ فعلٍ على العنف الذي واجه نظام الأسد به ثورة الشعب وحراكها السلميّ، ما أدّى إلى انخفاض هذا الحراك السلميّ وتحوّل الثورة إلى المواجهة العسكريّة، تلاها ردّات فعلٍ خطّط لها نظام الاسد مسبقاً للوصول إلى التهجير والتدمير وإفراغ المدن من السكّان.
وأشار بكّور إلى أنّ الحراك السلميّ مازال موجوداً حتّى لدى الفصائل العسكريّة، مدلّلاً على ذلك بإصدار بيانٍ لـ/50/ فصيلاً عسكريّاً من الجيش الحر ترفض فيه مؤتمر سوتشي، حيث يعتبر إصدار البيان حراكاً سلميّاً.
وعن أهميّة استمرار الحراك السلميّ في الثورة السوريّة قال بكّور إنّه لابدّ من وجود حراكٍ يدعم مواقف المعارضة السياسيّة والعسكريّة أو يقف في وجه أيّة خطوة يرى أنّها ليست من مصلحته كشعب وإلّا نكون قد انتقلنا من صمتٍ على إجرام نظام الأسد إلى صمتٍ على أخطاء الثورة والمعارضين وهذا الصمت قد يوصلنا إلى طاغيةٍ جديد أو إلى إعادة إنتاج طاغية.
تستمعون إلى الملف كاملاً من خلال المشغّل التالي: