برامجناتحت المواطنة

تحت المواطنة – كيف لعب نظام الأسد على وتر الأقليات في انتخابات مجلس الشعب؟

ناقشت حلقة “تحت المواطنة” انتخابات “مجلس الشعب” الأخيرة التي أجراها نظام الأسد في ظل الأوضاع التي تخيم على اسوريا  ، والطريقة التي وزع بها النظام مقاعد المجلس ضمن خططه الطائفية في التلاعب بالأقليات.

واستضافت الحلقة كلاً من مدير مركز “إدراك” للدراسات باسل حفار، ورئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة مضر حماد الأسعد، والصحفي السوري عقيل حسين.

وقال مدير منصة “إدراك” للدراسات باسل حفار إن الانتخابات بقدر ما أنها تتشابه مع ما سبقها من انتخابات بكثير من النواحي كونها شكلية بمعنى أن أسماء الفائزين بنسبة 100 % التي رشحها الحزب على قوائمه معروفة، إلا أن ما يميزها أنها تأتي في سياق مهم يتحدى منظومة المجتمع الدولي وكأنها تتصادم مع قرار 2254 وقرارات طروح الحل السياسي حول سوريا سواء الدولية أو التي بين تركيا روسيا، لأنها جميعها تنص على تشكيل هيئة حكم يُتفق عليها بين الأطراف السورية.

وأضاف حفار أن الانتخابات جرت وسط تهجير ثلث أو نصف الشعب السوري، كما إن جزءاً كبيرا من السوريين في مناطق شرق الفرات لم يشاركوا بالانتخابات، مشيرا إلى أنه حتى في الجزء الواقع تحت سيطرة النظام لم يشارك السوريون جميعهم بسبب كورونا والأوضاع الاقتصادية وغيرها، لافتا إلى أن عدد المنتخبين في أفضل الأحوال 12.5%، ومن الممكن أنه أقل من 10%، الأمر الذي ينزع عنها الشرعية.

ولفت حفار إلى أن المجلس الذي انتخب حديثاً “مجلس حرب وكله ولاء للقوى الأمنية التابعة للنظام”، مؤكداً أن النظام حرص على أن يكون المجلس من أكثر المجالس ولاءً له وألا يكون هناك مجال لأي نوع من الاعتراض أو النقد بحيث يفقد النظام السيطرة ولو قليلاً.

وقال حفار إن هذه الدورة من انتخابات مجلس الشعب حصلت فيها الطائفة العلوية على أعلى نسبة من المقاعد بمقدار 41، وهذه أعلى دورة في تاريخ المجلس منذ تأسيسه يحصلون عليها، مضيفاً أن الأرمن المسيحيين حصلوا أيضاً على نسبة عالية بـ 3 مقاعد، وهذا الأمر نكاية بتركيا رداً على “مذابح الأرمن وليطور النظام علاقاته مع أرمينيا”، في حين حصل الشيعة على 8 إلى 9 مقاعد، لأن معظم “أمراء الحرب” ضمن هذه الطائفة.

وبالنسبة للدروز قال حفار إن نسبتهم لم تتغير، لكن تم التلاعب بمن يمثل الدروز، فمشايخ الطائفة الدرزية رفضوا التدخل في هذه الانتخابات، ومن فازوا في الانتخابات من الدروز لا يمثلون الدروز، مؤكداً أن المجلس لا يعبر عن الأقليات في سوريا لأنه وضع أشخاص لا يمثلونهم.

من جانبه.. قال رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة مضر حماد الأسعد، إنه ومنذ انقلاب 8 آذار لم تجرِ في سوريا أي انتخابات حقيقية وكلها قوائم معدة مسبقاً ويتم طرحها للاستفتاء وهو استفتاء وهمي، مشيرا إلى أن الشعب السوري يستنكف الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهذا الأمر ملحوظ خاصة في الانتخابات الأخيرة، حيث أحجم الأغلبية عن المشاركة، ولم يشارك سوى أقل من 6 بالمئة.

وأكد الأسعد أن هناك رفضاً عاماً من قبل الأهالي للانتخابات، وأن الأسماء المنتخبة لا تصلح أن تؤدي واجبها أو أن تمثل السوريين، مشيرا إلى أنه لا يوجد تعويل على “مجلس الشعب”، بل إن النظام هو من يعول على أعضاء “مجلس الشعب” بأن يكون أداته، لافتا إلى أن الفترة القادمة مفصلية داخلياً وخارجياً، ولذلك النظام يريد هذه الوجوه الضعيفة من أجل السيطرة عليها والتسويق لبعض الأمور السياسية.

ولفت الأسعد إلى أن عزف نظام الأسد على وتر الأقليات “حق يراد به باطل”، مشيرا إلى أن النظام يفرق بين الأقليات، فمن الحسكة يوجد 14 عضواً في “مجلس الشعب” يتم تقسيمهم قسم للعرب السنة وقسم للسريان والأكراد وقسم للآشوريين وهذه التشكيلة هي فقط من صنع النظام وليست من صنع المجتمع السوري لأن السوريين لا يفرقون فيما بينهم، لكن النظام يعمل على زرع بذور التفرقة بين الشعب السوري، وهو الذي زرع مصطلح الأقليات في سوريا، وفي فترة الستينات وقبل لم يكن هناك شيء اسمه طوائف وأقليات.

ويرى الصحفي السوري عقيل حسين أن اختيار النظام لـ “أمراء الحرب” في “مجلس الشعب” كان خيارًا متوقعًا، مشيرا إلى أنه كانت هناك مفاضلة أمام النظام إما أن يضحي برجال الأعمال الذي هيمنوا على مجلس الشعب أو أن يضحي برجالات الحرب الذين قدموا “تضحيات” على صعيد طائفي أو مناطقي أو شخصي، ويبدو أن الكفة رجحت لصالح أمراء الحرب، وبقية الفئات لم تخرج خالية الوفاض تماماً، حسب رأيه.

وأضاف حسين أن كل مرحلة لها رجالاتها وتصوراتها من النظام، فهو يدير كل مرحلة بمرحلتها ومن السهل عليه التخلي عن الوجوه واستبدالها، لافتًا إلى أن مرحلة “أمراء الحرب” في البرلمان ضرورة مرحلية وسيتم التخلي عنهم عندما تنتهي المهمة التي يقومون بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى