برامجناتحت المواطنة

تحت المواطنة – كيف عملت روسيا على تدمير المواطنة في سوريا؟

ناقشت حلقة “تحت المواطنة” دخول العام السادس من التدخل الروسي في سوريا، والذي كان له انعكاس على استمرار بقاء الأسد في الحكم، وتطرقت الحلقة بشكل خاص إلى دور روسيا في تدمير مفهوم المواطنة.

واستضافت الحلقة الخبير في الشأن الروسي الدكتور محمود الحمزة، والصحفي السوري إبراهيم حميدي، والكاتب الصحفي درويش خليفة.

وقال الحمزة إن دوافع الروس للتدخل العسكري في سوريا جاءت لإنقاذ نظام الأسد بعد فشل إيران وحزب الله بإنقاذ النظام والحفاظ عليه، وكان له دور حاسم في عدم انهيار النظام عسكرياً، مشيرا إلى أن روسيا وجدت في سوريا فرضاً لموقف جيوسياسي جديد، لافتا إلى أن الروس يقولون وبدون خجل أنهم جربوا أنواعاً من الأسلحة الروسية على الشعب السوري، ويكررون ذلك كنصر وإنجاز عسكري، كما أعلنوا عن تدريب آلاف الضباط والعساكر الروس على الأراضي السورية.

وأضاف الحمزة أن موسكو فضلت النظام بتركيبته الطائفية على السوريين، وأن روسيا وقفت مع إيران والهلال الشيعي، وأكد أن روسيا لعبت دوراً في تغذية الصراع بين الأقليات بسوريا، حيث شجعت بعض القوى الكردية على “الفيدرالية”، وهي أول من طرح ذلك الأمر، كما تاجر الروس بموضوع المسيحيين من خلال أحداث “معلولا” بعد خطف “جبهة النصرة” للراهبات، وروجوا في الإعلام أن 50 ألف مسيحي بسوريا يطالبون موسكو التدخل، كما أنشؤوا مقرات عسكرية خاصة بالمسيحيين.

وشدد الحمزة على أن مجرد دعم الروس للنظام أدى إلى تدمير مفهوم المواطنة بسوريا، لأنهم عمقوا من ممارسات النظام الطائفية والاستبدادية، وذلك لكون النظام هو الذي قسّم المجتمع والطائفة وكل شيء منذ استيلائه على السلطة، ولفت إلى أن السوفييت دعموا النظام في أيام مجازر حماة عام 1982، فهم دائماً إلى جانبه ويعرفون أن له ممارسات طائفية، لكن ما يهمهم هو بقاء مصالحهم.

وأضاف الحمزة أن المواطنة هي المخرج الوحيد للشعب السوري للحفاظ على وحدة سوريا شعباً وأرضاً، وكانت جميع المكونات متعايشة طوال الفترات الماضية، لكن يجب التخلص من عقلية وثقافة النظام التي عمل على ترسيخها في المجتمع السوري، وأن سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة يتساوى فيها كل السوريين، لكن من الصعب الوصول لذلك في ظل وجود النظام السوري والقوى المحتلة بالكامل وليس روسيا فقط، إذ يجب أن يستلم السوريون زمام الأمور ويعود اللاجئون وتبدأ الحياة بالتدريج.

من جانبه.. قال الصحفي السوري إبراهيم حميدي إن الموضوع السوري بالنسبة لروسيا تنظر إليه على أنه استعادة لدور الاتحاد السوفييتي، مضيفا أنها ليست مهتمة بالنسيج الاجتماعي في المجتمع السوري، وتنظر لسوريا كدور وظيفي، وطوال السنوات الخمس الماضية اتبعت الماكينة العسكرية الروسية أسلوباً يعتمد الوظيفية ولم تراع النسيج الاجتماعي في المجتمع.

وأضاف حميدي أن في سوريا 5 جيوش أجنبية، لكن فيما يتعلق بالوجود الروسي فهو تضمَّنَ أن قاعدة حميميم موجودة إلى أجل غير مسمى، وأن قاعدة طرطوس لمدة 48 سنة، أي أنه من الناحية القانونية روسيا موجودة في الأمد الطويل بصرف النظر عن النظام السياسي، ودافع بشار الأسد في لقائه الأخير عن ذلك.

ولفت حميدي إلى أنه وبعد 9 سنوات من الحرب فإن كل شخص بسوريا أصبح يعرف نفسه من منطلق “الهويات الصغيرة”، لكن بالرغم من ذلك هناك وجود رابط بين السوريين، وهو بناء دولة المواطنة، وهو مشروع يتطلب مزيدا من الجهود وهي الهوية المخرج الوحيد الذي ينفذ السوريين مستقبلاً، وبالتالي لابد من العمل على بناء دولة المواطنة وهي أن جميع السوريين متساوون أمام القانون، ومع وجود 5 جيوش بسوريا يمكن أن يكون ذلك محرضاً لبناء دولة مواطنة، وذلك بقيام حركة منظمة تأخذ موقفاً موحدًا من جميع الجيوش الموجودة بسوريا وهو خروج تلك الجيوش من سوريا.

ومن ناحيته.. قال الصحفي السوري درويش خليفة إن مجرد دخول الروس إلى الخط السوري كان لهدف تحقيق مصالحهم، ولذلك أخرجوا المناهضين لبشار الأسد من البقعة التي أرادوا السيطرة عليها، فقاموا بتهجير السوريين أمام مرأى المجتمع الدولي، وكثفوا من هجماتهم العسكرية لترحيل مناهضي النظام إلى الشمال السوري.

وأضاف أن فصائل المعارضة لا تستطيع مقاومة الطائرات والبارجات الحربية الروسية، فقام الروس باقتلاع السوريين من جذورهم ، مشيرا إلى أن النظام عمل على “بعثنة” المجتمع السوري أي إنه أصبح “مجتمعاً بعثياً باللاشعور”، وروسيا دعمت ذلك من خلال ما قامت به في سوريا بعد تدخلها العسكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى