ناقش برنامج مستقبلنا في حلقته التاسعة الملف الأمني في سوريا قبل وبعد الثورة السورية والتغيرات في خارطة السيطرة بالوقت الحالي في ظل وجود مناطق سيطرة تحكمها “سلطات الأمر الواقع”، وسط فلتان أمني مشهود في جميعها، كما تطرقت إلى الحلول اللازمة للحد من الانفلات الأمني.
واستضافت الحلقة كلاً من المختص في الشؤون العسكرية والأمنية العقيد الركن خالد المطلق، والخبير في الشؤون العسكرية والأمنية في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” نوّار شعبان، والصحفي والناشط الإعلامي إبراهيم إدلبي، كما أجرت الحلقة استطلاعاً للرأي بين مجموعة من السوريين في الداخل.
وقال المختص في الشؤون العسكرية والأمنية العقيد الركن خالد المطلق، إنه ومنذ انقلاب حافظ الأسد على الحكم حرص وبشكل غير مسبوق على “علونة” الأجهزة الأمنية، أي أعطاها صفة الطائفية بهدف السيطرة على هذه الأجهزة، حيث كلّف أقرب الناس له وهو محمد الخولي بتأسيس “المخابرات الجوية”، وكان الذراع الطولى له داخل وخارج سوريا، ومن ثم شعبة “الأمن العسكري” بقيادة علي دوبا والذي كان “ظل” حافظ الأسد، و”الأمن السياسي” لمتابعة الشؤون السياسية وتأطير العمل السياسي، موضحاً أن حافظ الأسد تمكن من السيطرة على مفاصل الدولة من خلال الأجهزة الأمنية.
وأضاف المطلق أنه وبعد الثورة السورية برز دور الأجهزة الأمنية بشكل واضح، حيث تمكنت من اختراق الثورة والسيطرة على مفاصل كثيرة فيها؛ سواء بشكل ظاهر أو غير ظاهر، ولفت المطلق إلى أن مخابرات الأسد لم تتمكن وحدها من اختراق الثورة عسكرياً وسياسياً لولا تعاونها مع المخابرات العربية والإقليمية والدولية، ما أدى لسيطرة الأسد على الكثير من المناطق المحررة.
وحول التفجيرات في سوريا؛ قال المطلق إن هناك مركزية في مخابرات النظام السوري بعكس مناطق فصائل المعارضة، حيث يوجد لديها تخبط وعدم مهنية، ولا توجد خطط وهناك فشل في تحقيق الأمن بشكل عام، وأكد أن ما يحصل ليس خللاً وإنما فشلاً في تحقيق الأمن؛ لأن الخلل يكون عندما يتم ضبط الأمور، أما في حالة استمرار التفجيرات بهذا الشكل وبشكل شبه يومي فهذا يعد فشلاً ذريعاً، كما تحدث المطلق عن تنسيق عالي المستوى بين حكومة الأسد وقسد في الوضع الأمني وخاصة فيما يخص إحداث تفجيرات في مناطق الشمال السوري، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود استقرار نوعاً ما بمناطق قسد.
وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي بين مجموعة من السوريين في شمال غربي سوريا، حول مدى تأثير الانفلات الأمني على حياة المواطنين في المناطق السورية، ورأى الأغلبية أن الانفلات الأمني يهدد استقرارهم ويؤدي لأضرار كثيرة بين المدنيين بسبب التفجيرات بالمفخخات وكثرة وجود السلاح، إضافة لعدم وجود قوانين على حركة المرور، وعدم وجود آلية محاسبة لمن وصفوهم بـ “رؤوس الفساد”، مشددين على أنه كلما زاد الانفلات الأمني زاد الخطر، فيما شدد آخرون على ضرورة زيادة الحملات لضبط الوضع الأمني، لتخليص المواطنين من المخاوف التي يعيشونها.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” نوّار شعبان، إن من أهم النقاط التي توضح كفاءة الأجهزة الأمنية هو أمن المواطن بشكل مباشر، ولكن الصعب في مناطق السيطرة بسوريا أنه لا يوجد استراتيجية أمنية واحدة، مشيرا إلى أن التدخل الدولي الكبير في سوريا منظومة أمنية جديدة وأصبح هناك عدم توافق فيها مثلما يجري في درعا والبوكمال وشرق حمص، حيث أدى تشعب الملف الأمني إلى انعدام المركزية الأمنية.
بدوره، قال الناشط الإعلامي إبراهيم إدلبي، إن الرابط المشترك في مناطق السيطرة الثلاثة في سوريا هو عدم الاستقرار، مشيراً إلى أن نظام الأسد هو المستفيد الأول من حالة عدم الاستقرار في كل مناطق قسد والمعارضة السورية، حيث يحاول استثمار الانفلات الأمني لصالحه.
وشدد إدلبي على أن هناك طرفاً يحاول تعكير وجود الاستقرار، وأن من ساهم في استهداف المدنيين ورفض فكرة الإصلاح وأصر على استخدام القبضة الأمنية هو المسؤول عن الانفلات الأمني، في إشارة إلى نظام الأسد.