ناقشت حلقة “مستقبلنا” مصير رأس النظام السوري بشار الأسد، في ظل تمسك كل من روسيا وإيران به، وكذلك بالتزامن مع انسداد أفق الحل السياسي واقتراب موعد الانتخابات “الرئاسية” في البلاد التي دخلت فيها الحرب عامها الحادي عشر.
واستضافت الحلقة كلاً من عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة د. عبد المجيد بركات، والباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي، والخبير في الشأن الروسي رائد جبر.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة د. عبد المجيد بركات، إن عدم وجود بشار الأسد في مستقبل سوريا سيؤدي لتخفيف الاحتقان، كما إن الوصول إلى محاكمته هو من أهم المعايير التي يجب العمل عليها لتحقيق الانتقال السياسي والعدالة الانتقالية.
وشدد بركات على أنه يجب عدم “تقزيم” طموحات السوريين وحصرها بشخص بشار، مشيراً إلى أن السوريين يتعاملون مع “عصابة كاملة ونظام مافيوي منغمس في كل مؤسسات الدولة”، وهذا يؤكد أنه يجب عدم الاقتصار في المحاسبة على مستوى شخص أو شخصين، وأن من المرجح ألا يتنازل الأسد عن الحكم بشكل سلمي.
وحول الانتخابات المقبلة في مناطق قوات الأسد، قال بركات إن هنا موقفاً دولياً يرفض أي محاولة لشرعنة الأسد، مشيراً إلى أن المزاج الدولي لم يتغير تجاه الأسد، رغم كل الخطوات التي تقوم بها الدول التي تسانده وخاصة روسيا، وذلك بسبب عدم تغيير نظام الأسد من القمع والوحشية والاستمرار بسجن المعتقلين.
من جانبه، قال الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي، إن قضية هروب رأس النظام وجميع أفراد الأسرة الحاكمة هو متعلق ليس بالدرجة الأولى بقرارها وإنما بقرار الدول الداعمة للأسد، مشيراً إلى أنه ومنذ عام 2011 تمسكت روسيا وايران بنظام الأسد حتى عندما أوشك على الانهيار، وقد يكون أمام الأسد خيارات عديدة منها الذهاب إلى روسيا أو إحدى الدول السابقة في الاتحاد السوفيتي، ولكن هذا السيناريو يرتبط بتوافقات روسية أمريكية، خاصة أن روسيا ترفض الحديث حتى عن فكرة المجلس العسكري التي تم تداولها.
ولفت عاصي إلى أن واشنطن حريصة على تطبيق القرار 2254 وإخراج المعتقلين ومحاسبة مجرمي الحرب، ما سيؤدي إلى استمرار عزلة النظام وعدم التطبيع معه وتعزيز الدبلوماسية الأمريكية في هذا الاتجاه.
وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي بين مجموعة من السوريين بشأن مصير الأسد، ورأى البعض أن مستقبله قد يكون القتل وأن لا دور له في حكم سوريا مستقبلاً، فيما رأى آخرون أنه سيتم استبداله بحسب التوافقات الدولية، وأن من المحتمل أن يهرب إلى روسيا.
بدوره، قال الخبير في الشأن الروسي رائد جبر، إن هناك الكثير من التكهنات والشائعات التي لا تستند إلى دليل بخصوص ذهاب بشار الأسد إلى روسيا، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي تطور يمكن أخذه بعين الاعتبار فيما يخص الموقف من بشار، وشدد جبر على أن موسكو تدعم الانتخابات الرئاسية في سوريا ولا تمانع وجود بشار الأسد في المرحلة المقبلة، لكن في الوقت نفسه لفت جبر إلى ان موسكو بحاجة إلى تحويل “الإنجاز العسكري” إلى “إنجاز سياسي” لأنها غير قادرة على القيام بمشاريع إعادة الإعمار لوحدها، وكذلك لمواجهة ضغوط واشنطن فيما يخص الملف السوري.