ناقشت حلقة مستقبلنا التلوث البيئي في سوريا الناجم عن الحرب وأثره على الأجيال السورية القادمة، وما له من انعكاسات على المستوى المعيشي والاقتصادي والزراعي وغيره.
واستضافت الحلقة كلاً من الصحفي المهتم بقضايا البيئة زاهر هاشم، والمهندسة الزراعية هنادي زحلوط، والباحث الاقتصادي محمد موسى.
وقال الصحفي المهتم بقضايا البيئة زاهر هاشم إن وضع سوريا البيئي ما قبل 2011 لم يكن جيداً مقارنة بالمعايير العالمية، وكانت سوريا تعاني من العجز المائي، إضافة إلى مشاكل التلوث البيئي الناجمة عن الصناعة أو الملوثات الأخرى الناجمة عن الأسمدة الكيماوية أو الصرف الصحي وتلوث المعادن.
وأضاف هاشم أن هجرة المزارعين من الأرياف إلى المدن أدت لزيادة وضغط عليها، كما تكاثرت العشوائيات ما أدى لزيادة في مستوى التلوث البيئي.
ولفت هاشم إلى أن العمليات العسكرية من قبل نظام الأسد أدت لزيادة تلوث المياه بسبب القصف وتدمير شبكات الصرف الصحي وتوقف كل المشاريع المائية الجديدة، وهو ما أدى لجفاف المحاصيل وانقطاع التيار الكهربائي وتخريب شبكات المياه، وكل هذه كانت بداية لتحول جذري في الواقع البيئي، كما إن استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي وغيره من الأسلحة التقليدية كان لها أثر في التلوث البيئي.
وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي بين مجموعة من السوريين لأخذ رأيهم حول موضوع التلوث البيئي، ولفت الأغلبية إلى أن التلوث البيئي يؤدي لأمراض في المدى البعيد وأمراض تنفسية، داعين إلى ضرورة أن تكون مكبات النفايات بعيدة عن المناطق السكنية، كما شددوا على ضرورة إبعاد الحراقات النفطية والتي أكدوا أنها تتسبب بأمراض وسموم تراكمية ويتضاعف تأثيرها مع الزمن على الإنسان والحيوان، كما لفت البعض إلى مخاطر قطع الأشجار واستخدام وسائل التدفئة بشكل غير صحيح.
من جانبها، قالت المهندسة الزراعية هنادي زحلوط، إن سوريا من بلدان العام الثالث بموضوع فصل النفايات وموضوع ترحيل النفايات في العديد من المناطق السورية موضوع إشكالي مع الدولة، لكونها تركز معظم مخصصاتها في موضوع التسلح، وتهمش موضوع البيئة، رغم أنه يمس وجود المواطن والنبات.
وأضافت زحلوط، أن الأسلحة الكيماوية كانت له إشعاعات موجودة في التربة والهواء، وكان لها تأثير في الجينات والنساء الحوامل اللواتي تعرضن له، كما من المحتمل أن يكون له تأثير في نقل أمراض معينة مثل السرطان.
بدوره، قال الباحث الاقتصادي محمد موسى، إن الجانب الاقتصادي في سوريا بيئياً كان ضعيفاً جداً بسبب التلوث الهوائي والحراقات التي تنتج النفط والغاز، كما كانت سوريا غائبة عن توليد الطاقة بواسطة الرياح والطاقة الشمسية أو السدود، حيث لا يوجد سوى سدي الطبقة والرستن وهما غير كافيين لتوليد الطاقة، كما كان هناك تقصير ملحوظ في عمليات فصل النفايات وإعادة تدويرها وحماية وجود المسامك والدواجن وإدخال الآلات الزراعية الحديثة.