ارتفعت نسبة الفقراء في مدينة منبج بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة وخاصة بعد فرض الإدارة الذاتية للحجر الصحي في المدينة، حيث تخطّت نسبة الفقراء، بين أهالي المدنية والنازحين إليها، خلال هذه الفترة الـ 60 بالمائة.
ونتيجة للأوضاع السيئة التي يعيشها الأهالي، ظهرت العديد من المبادرات الشبابية من تجار وأطباء، لمساعدة الفئات الفقيرة التي أثّر عليها قرار حظر التجوال والحجر الصحي، فإلى جانب العوائل التي كانت تعمل بقوت يومها أضيفت أيضاً إلى هذه الفئة طبقة الموظفين والمهن الحرة، وزاد من الأزمة سوءً ارتفاع معظم أسعار المواد الغذائية مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وهذا ما دفع العديد من الشباب إلى القيام بمبادرات شملت معظم أحياء المدينة .
وشملت المبادرات تبرعات مالية النقود أحياناً ومواد غذائية أحياناً أخرى، حيث تم تقسيمها وتوزيعها عبر حصص غذائية، ولازالت هذه المبادرات نشطة وأبوابها مفتوحة للمشاركين لتغطية أكبر عدد من المحتاجين.
حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة المحتاجين
ظهرت العديد من الحملات التي تم إطلاقها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، فصفحة “صندوق منبج الخيري” التي تضم، في معظمها، شباب منبج المقيمين في الدول الأوروبية والخليج العربي، نشرت مناشدات ومطالبات لأهالي المدينة بالتبرع للفقراء، كما تبنّت عدّة مواقع وصفحات نشر معلومات عن العائلات الفقيرة بهدف مساعدتها، حيث يتم نشر تفاصيل العائلة وعناوينها وما تحتاجه، مع إضافة أرقام للتواصل، ولا يكون على المتبرع إلا التواصل معهم مباشرة عبر الاتصال أو الذهاب إلى العائلة بنفسه لمساعدتها بما يستطيع، كما تم تسجيل مبادرات من قبل شباب “نادي منبج الرياضي”، وكان عبارة عن تبرعات بـ500 سلة غذائية، تم توزيعها على الأسر الفقيرة، وتتضمن المساعدات إجمالا محتويات كثيرة ومتنوعة، ويشمل أغلبها على “سكر 3 كغ، الرز 1 كغ، البرغل 2 كغ، العدس 1 كغ، العدس 1 كغ، 1 لتر من الزيت المقلي، سمنة، بيض، معكرونة، منظفات وشاي وغيرها..”
دور الإدارة الذاتية في مساعدة الفقراء في منبج
فيما يتعلق بالإدارة الذاتية، فقد أصدرت منذ أيام قراراً بصرف مساعدات إنسانية، وبشكل عاجل، لكل العوائل المحتاجة في فترة الحجر الصحي، وإنما لم يتم تسجيل توزيع لأية سلل غذائية حتى اللحظة بحسب ما أفاد مراسلنا في المدينة، وإنما يتم الإكتفاء حالياً بتسجيل أسماء العائلات الفقيرة في كل حي عن طريق “مسؤول الحي”، وتشمل المساعدات الأسر الفقيرة والنازحة، حيث يتم تسجيل أسمائهم إلى حين توزيع المعونات.
المنظمات والمقيمون في مخيمات منبج
قامت منظمة “روج آفا” مع عدد من المنظمات الأخرى، وبالتنسيق مع “مكتب المنظمات” و”لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج”، بتوزيع السلل الغذائية لقاطني المخيم الشرقي، وكانت بوزن 80 كغ لكل حصة، ويشمل التوزيع كل المخيمات، المخيم الشرقي القديم، والمخيم الجنوبي الجديد، حيث تنوعت محتويات السلل من معلبات ومواد تنظيف ومواد غذائية.
هذا وقد أصدرت الإدارة الذاتية بيانا أشارت فيه إلى تمديد مدة الحجر الصحي إلى تاريخ 21-04-2020، باستثناء المراكز الصحية والصيدليات، كما أصدرت بياناً بإعفاء المواطنين من دفع فواتير الكهرباء والماء لشهر أيار وحزيران، إلى جانب قرار “مركز الدفاع الذاتي” بتوقيف التجنيد الإجباري لمدة ثلاثة أشهر.