مع انتشار وباء كورونا عالمياً اتخذت جميع الحكومات إجراءات احترازية للتصدي لهذا الوباء ومنع انتشاره بين الناس، إلاّ أن تلك الإجراءات لم تكن بالمستوى المطلوب ضمن مخيمات السوريين لأسباب مختلفة.
الناشط الإعلامي “أحمد أبو حمزة” والموجود في مخيم “خربة الجوز” على الحدود السورية – التركية أشار إلى أن الأعداد الكبيرة للحملات المقامة في المخيمات من قبل الجمعيات والمنظمات، لكن رغم الجهود الكبيرة إلاّ أنها لم تحقق الهدف المرجو منه في توعية الأهالي وحثهم على الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي الطوعي، إلاّ أن الاستهتار من قبل الأهالي بدى واضحاً بشكل كبير، وجميع تلك الحملات لم تنجح في إقناع الأهالي بمدى جدية وخطورة فيروس كورونا والذي قد يضاهي خطورة الحرب التي تمرّ بها البلاد من نحو تسع سنوات وحتى اللحظة.
وأشار “أبو حمزة” إلى عدم وجود أية أسباب مقنعة حول استهتار الأهالي بالأمر، فإصابة فرد واحد في المخيم يمكن أن يعرّض المقيمين جميعاً للإصابة نتيجة قرب المسافة بين المخيمات، يقول الإعلامي “أبو حمزة”:
انتشار الفيروس سيكون سريعاً جداً في المخيمات كون المسافة بين الخيمة والأخرى لا تتجاوز متراً واحداً أو متراً ونصف المتر، ويتواجد نحو 5 إلى 6 أشخاص في الخيمة الواحدة التي تقدر مساحتها أربعة أمتار مربعة، لكن رغم ذلك يبقى البقاء في الخيمة أفضل من التجول خارجها، وهذا ما قد يرفع احتمالية نقل العدوى أو الإصابة بفيروس كورونا.
ثم بالانتقال إلى مخيم “يايله داغ” على حدود اللاذقية فقد أشار الناشط الإعلامي “أحمد عبدالله” إلى قيام الحكومة التركية بنشر المنشورات التوعية التي تضم التعريف بالفيروس وطرق العدوى وكيفية الوقاية بين المقيمين، إلى جانب تقييد حركة الخروج والدخول إلى المخيم والتي أصبحت مقتصرة حالياً على العمال والحالات المرضية إلى جانب شراء المستلزمات الأساسية، كما يتم تعقيم شوارع المخيم بشكل دوري والتذكير بشكل دائم عبر مكبرات الصوت بمخاطر المرض.
أما فيما يتعلق بمدى التزام الأهالي بطرق الوقاية والحجر الصحي فقال “عبدالله”:
لتكون الصورة أوضح لا بدّ لنا من تقسيم حركة السكان إلى قسمين، الأول فيما يخص المقيمين داخل المخيم والثاني هم من يقيم خارجه، إذ بالإمكان القول أن الالتزام جيد نسبياً لمن هم خارج المخيم على عكس المقيمين في الداخل، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب التي تعتبر الكثافة السكانية داخل المخيم من أهمها وتقارب المسافة بين الخيم وضيقها، وهذا ما يخلق مشكلة في إمكانية حصر الأطفال أو المراهقين داخل الخيم.
المزيد حول وضع الأطفال والنساء في المخيمات التي يقيم فيها السوريون على الحدود السورية – التركية في هذه الحلقة من “شباب سوريا” عبر الرابط التالي:
https://www.facebook.com/388131294570073/videos/215273646465299/