برامجناتحت المواطنة

تحت المواطنة.. كيف كان دور الأقليات في الثورة السورية ؟

ناقشت حلقة جديدة من برنامج “تحت المواطنة” دور الأقليات في الثورة السورية والظروف التي تعامل بها تجاههم كل من نظام الأسد والمعارضة السورية، والطريقة التي لعب بها النظام في إدارة ملف الأقليات لاستخدامها موسيلة ترهيب من الثورة السورية.

واستضافت الحلقة كلاً من الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري “جورج صبرا” والكاتب السياسي “حافظ قرقوط”.

وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري “جورج صبرا” إنه من الطبيعي أن يكون العرب السنة الأكثرية التي تدفع الثمن الأغلى في معاناة السوريين، وذلك لأنهم العمود الفقري للشعب السوري، مشيرًا إلى أن الشعب السوري ليس مكوناً من أقليات، بل إنما هناك كتلة أساسية وهي العرب السنة، وفي حال تم جمع جميع الأقليات في سوريا فإنهم لن يشكلوا ضعف عدد العرب السنة.

وأشار صبرا إلى أن نظام الأسد اخترق المؤسسات الدينية المسيحية من خلال سلطة الكنيسة، لافتًا إلى أن سلطة النظام تمددت واخترقت المؤسسات الدينية بدءًا من دار الإفتاء، موضحاً أن الكنيسة ميدان لهذا الاختراق، وأن النظام نظام فئوي طائفي يسلك النهج بالتقرب من الطوائف الأخرى التي تشكل خطراً أقل عليه.

وأكد صبرا أن النظام يخاف من الأكثرية العربية السنية، ولهذا السبب فإنه لعب لعبة “حماية الأقليات”، وهذه القضية كان لها صدى واسع، مذكراً بأن هذه اللعبة موجودة منذ دخول الفرنسيين لسوريا، بالرغم من أن المسيحيين قبل 100 سنة قالوا إنهم ليسوا بحاجة لحماية من الخارج.

ولفت صبرا إلى أن المجتمع السوري لم يكن ينظر إلى المسيحيين على أنهم أقليات لأنهم كانوا منتشرين في جميع المدن والأرياف، وكان من الغريب أن ينساق رؤوس الكنيسة إلى تأييد نظام قعمي قاتل، مؤكداً أن المسيحيين أبناء بلد وشركاء وبناة دولة، وتابع صبرا أن النظام لديه سياسة متعمدة لأسلمة الثورة، منوهاً بأنه أطلق سراح نشطاء إسلاميين من سجن صيدنايا وكان إطلاقهم بمهمة لكن فريق الثورة لم ينتبه للموضوع، الأمر الذي أدى لظهور الأسلمة العشوائية في كل مكان، تبعه قدوم أشخاص من دول عدة إلى سوريا، ما انعكس سلباً على الثورة.

وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي بين مجموعة من السوريين، والذين أشاروا إلى أن مشاركة الأقليات في الثورة كانت محدودة جدًا، منتقدين في ذات الوقت أن رجال الثورة لم يكن خطابهم مناسباً للأقليات، الأمر الذي استغله النظام، كما رأى آخرون أن الأكراد والدروز هم الأكثرية من بين الأقليات الذين وقفوا مع الثورة بغض النظر عن الأحزاب التي تشكلت.

من جانبه.. قال الكاتب السياسي “حافظ قرقوط” إن نسبة مشاركة الشعب في الثورات عبر التاريخ قليل، في حين أن أكثر من 18 بالمئة من السوريين خرجوا بالمظاهرات وهذا رقم كبير مقارنة مع الثورات.

وأشار إلى أن حافظ الأسد لم يترك شيئاً يفلت من يده، فهو اخترق شيوخ العقل الدروز وأعطاهم امتيازات من أجل كسبهم إلى صفه، واختار رجال دين أقل حكمة وظهوراً في الساحة، كما إن النظام ضيق كثيراً على “سلطان باشا الأطرش”، فهو لا يريد وجود قائد ثورة كبيرة، في حين أنه نمّى عائلات من السويداء أقل كفاءة وقدراً بالمجتمع، مشيرا إلى أن نظام الأسد يستغل الطائفة عن طريق المخابرات ليكونوا عناصر إخبارية له.

وشدد “قرطوط” على أن حافظ الأسد نمّى حالة الطائفية بشكل عام، وعندما ظهرت شخصيات كشفت توجهه الطائفي أمثال “كمال جنبلاط” تم اغتياله بكل بساطة، وحدث إضراب عام في السويداء وبدأت نسبة كبيرة من المعارضين تظهر إلى الساحة، مؤكداً أن نظام الأسد حاول تفتيت المجتمع عبر البنية الدينية.

ودعا “قرطوط” الذي ينتمي إلى الطائفة الدرزية الدروز إلى أن يكونوا في مقدمة الثورة لأنهم ساهموا في تشكيل الدولة السورية وقادوا ثورتها للتحرر، وجاء آل الأسد ليهبوا سوريا للاحتلال، لافتا إلى أن نظام الأسد استغل لعبة الطائفية، في حين أن المعارضة لم تدرسها بالشكل السليم، بينما استغل النظام وجود فصائل إسلامية ليخوف الغرب من الثورة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى