بعد ثلاثيتيه ضد باريس سان جرمان وتشلسي، وهدفه في إياب ربع النهائي الذي سمح لريال بتجريد الفريق الإنكليزي من اللقب، ثم الهدف الحاسم الأخير ضد مانشستر سيتي الإنكليزي، أثبت الفرنسي، كريم بنزيمة، أنه سلاح ريال الفتاك وقد يكون “المرشح الوحيد” لجائزة الكرة الذهبية.
وسجل بنزيمة 13 من أهداف ريال مدريد الـ22 في المسابقة القارية هذا الموسم، ورغم أن بنزيمة قال مؤخرًا في حديث مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية إنها “ليست مسألة الاعتماد (عليّ)، كلا. ريال فاز سابقًا من دوني والريال سيستمر في تحقيق الانتصارات دومًا”، لكن الأرقام والسيناريوهات تخبر قصة مختلفة.
إذ سجل بنزيمة ضد باريس سان جيرمان ثلاثية ليقلب الطاولة على الفريق الفرنسي الذي كان متقدمًا 2-صفر في مجموع المباراتين، ودك شباك تشلسي بهاتريك أيضًا في ذهاب الدور ربع النهائي في لندن (3-1) والتي تبيّن لاحقًا أنها مفصلية إيابًا في سانتياغو برنابيو بعد أن تأخر النادي الملكي 3-صفر قبل أن يسجل هدفين، ثانيهما حاسم بعد التمديد الذي سمح لريال بالبقاء في المسابقة التي يتزعمّها مع 13 لقبًا.
بطبيعة الحال، هو ليس وحيدًا على أرض الملعب. تناغمه مع كل من الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور وصانع الألعاب المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش ساهم في وصوله إلى الشباك بسلاسة.
ولكن دوره يتجاوز ما يقوم به داخل المنطقة المحرّمة.
قال مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي في بداية الموسم إن بنزيمة “يضع اللمسة الأخيرة على عمل الفريق، ولكنه يمثل أيضًا القدرة على قراءة المواقف المختلفة للمباراة، للمساعدة في الاستحواذ… وصفه بالمهاجم أمر مبسط. إنه كامل جدًا”.
لا يتردد بنزيمة أبدًا في العودة إلى وسط الملعب والمشاركة في البناء، وتوجيه زملائه مطوّرًا صفاته القيادية، وفق أنشيلوتي.
وفي تحليل يقول موقع “ريل تشامب” المتخصص في كرة القدم أن بنزيمة يجب أن يكون المرشح الوحيد لجائزة الكرة الذهبية.
ويشير التقرير إلى أن الثقة التي يتمتع بها تدل على أنه لاعب لا يمكن إيقافه عن التسجيل، بغض النظر عن الموقف. وسجل أكثر من أي لاعب آخر في مباريات خروج المغلوب، لقد أصبح حاسما كلما بدا أن ريال مدريد قد ضل طريقه.
وقد يكون الموسم الحالي بالفعل واحدا من أعظم المواسم الفردية لبنزيمة في دوري أبطال أوروبا، بغض النظر عن نتيجة النهائي ضد ليفربول، وفق التقرير، فإن بنزيمة “قاسيا للغاية ولا يرحم”، “حتى في المباريات التي كان للمنافس فيها اليد العليا”، وفق التقرير.
وكونه المرشح الأبزر للجائزة لا يعتمد فقط على أدائه في دوري الأبطال، إذ يتصدر بنزيمة قائمة الهدافين في الدوري الإسباني برصيد 26 هدفا.
ودفع المستوى غير المسبوق الذي يقدمه اللاعب البالغ من العمر 34 عاما ريال مدريد نحو لقبه الثاني في الدوري في ثلاثة مواسم، حيث اختتم لوس بلانكوس الدوري ضد إسبانيول يوم السبت بفوز قوي 4-0 مع تبقي أربع مباريات. وكان لافتا أن يدخل بنزيمة من مقاعد البدلاء ويسجل الهدف الرابع.
ووفقا لـ”فوتموب” خلق بنزيمة 16 فرصة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وأثبت أن لديه القدرة على القيام بكل شيء.
وتعتبر “ماركا”، الصحيفة الأكثر مبيعًا في إسبانيا، أن “بنزيمة وحيد في السباق على الكرة الذهبية”، حيث لا أحد يشك في أن صاحب الرقم 9 في “البيت الأبيض” يمكنه أخيرًا رفع الجائزة التي احتكرها البرتغالي كريستيانو رونالدو وميسي لعشر سنوات.
وقال رئيس ريال مدريد القوي فلورنتينو بيريس مساء السبت عقب التتويج بلقب الدوري المحلي: “إنه جيد الآن، لكنه كان كذلك منذ انضمامه (إلى صفوف النادي). الآن لا يمكنهم سلبه الكرة الذهبية”.
وكما يفعل كل عام لأحد لاعبيه، بدأ النادي الملكي حملته على مواقع التوصل الاجتماعي للترويج لقلب هجومه المدلل في أفق حثّ الصحافيين الدوليين للتصويت له.
وحتى خارج إسبانيا، يحظى بنزيمة بإجماع تقريبًا على أحقيته بالجائزة، وكتبت صحيفة “لا كورييري ديلو سبورت” الإيطالية أن “بنزيماجيك” (بنزيمة الساحر) مرشح جدي للفوز بالكرة الذهبية”، في حين قال المهاجم الدولي الفرنسي السابق جان بيار بابان، المتوج بالجائزة سابقا، في تصريح لصحيفة “ليكيب” الرياضية الفرنسية “بالنسبة إلي، هو اليوم أفضل مهاجم في العالم، أفضل رقم تسعة. آخر حلم لكريم هو الكرة الذهبية. أعتقد أنه اليوم يتقدم بخطوة واحدة”.
ولا تزال هناك مباراة نهائية ضد ليفربول أمام بنزيمة لدخول عالم أساطير كرة القدم بشكل نهائي.
وسيتم اختيار الفائز بجائزة موسم 2021-2022 في سبتمبر أو أكتوبر من قبل لجنة تحكيم مكونة من 100 صحفي (مقابل 170 سابقًا) يمثلون المنتخبات الـ100 الأولى في التصنيف العالمي الذي يصدره الاتحاد الدولي.
الحرة
