بعد أكثر من عامين على بداية تفشيها، لا زالت جائحة فيروس كورونا تلقي بظلالها على بعض الأحداث الرياضية الدولية، آخرها تأجيل دورة الألعاب الآسيوية “هانغجو 2022” التي كانت مقررة في الصين في أيلول/سبتمبر المقبل وذلك الى أجل غير مسمى، بحسب ما أعلن المنظمون الجمعة 6 أيار.
وأعلن المجلس الاولمبي الآسيوي في بيان أنه “بعد نقاش مفصل مع اللجنة الأولمبية الصينية واللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية في هانغجو، قرر المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي اليوم تأجيل دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة التي كانت مقررة في هانغجو بالصين من 10 إلى 25 أيلول/سبتمبر”.
وأضاف أن الموعد الجديد للحدث القاري الذي يشارك فيه أكثر من عشرة آلاف رياضي “سيُعلن عنه في المستقبل القريب”.
وتواجه الصين مؤخرًا موجة جديدة من الإصابات بفيروس كوفيد-19 ما أدى الى إغلاق العديد من المدن وحجز الملايين من السكان في منازلهم.
وأشارت الهيئة القارية الى أن “اللجنة المنظمة للدورة كانت على استعداد تام لإقامة الألعاب في الوقت المحدد برغم التحديات العالمية. ومع ذلك، فإن هذا القرار اتخذ من قبل جميع الشركاء بعد الأخذ بالاعتبار بعناية حالة الجائحة وحجم الألعاب”.
تقع مدينة هانغجو على بعد 200 كلم من المدينة الاكبر في البلاد، شنغهاي والتي عانت من تدابير صارمة وإغلاق تام لأسابيع طويلة في سياسة البلاد لمكافحة فيروس كورونا.
وكشفت اللجنة المنظمة لآسياد 2022 في وقت سابق من الشهر الحالي أنه تم انتهاء العمل بجميع المنشآت الـ56 المخصصة للألعاب الآسيوية والألعاب الآسيوية البارالمبية، ووعدت بنشر خطة للتعامل مع تفشي “كوفيد-19” مُستَلهَمة من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وكان من المقرر أن تصبح هانغجو ثالث مضيفة صينية للألعاب بعد بكين عام 1990 وغوانغجو عام 2010، علمًا أن بعض المنافسات ستقام في مدن إقليمية أخرى بما في ذلك نينغبو، وينجو، هوجو، شاوشينغ وجينهوا.
كما أعلن المجلس الاولمبي القاري عن “إلغاء” الالعاب الاسيوية الثالثة للشباب المقررة في مدينة شانتو الصينية في كانون الاول/ديسمبر بعد أن سبق تأجيلها مرة، مضيفًا أن النسخة المقبلة ستقام “في 2025 في طشقند في أوزبكستان”.
ومن المتوقع أيضًا أن يتم الإعلان عن تأجيل دورة الألعاب الجامعية العالمية، المقررة أن الشهر المقبل في مدينة تشينغدو الصينية بعد أن سبق وتم تأجيلها من العام الماضي.
– سياسة صارمة وانتقادات –
ألغيت تقريبًا جميع الأحداث الدولية التي كانت مقررة في الصين منذ ظهور كوفيد في مدينة ووهان في أواخر عام 2019.
كان أولمبياد بكين الشتوي 2022 استثناءً ، لكنه أقيم في “فقاعة مغلقة” وسط تدابير صارمة لكل من في داخلها، بما في ذلك الرياضيون والموظفون والمتطوعون ووسائل الإعلام، إذ خضع الجميع لاختبارات كوفيد-19 يوميًا ولم يسمح لهم بالخروج الى المدينة أو الاحتكاك بالجمهور الذي تواجد بكميات قليلة.
تمسكت الصين بسياسة “صفر كوفيد” وفرضت إغلاقًا صارمًا وحجرًا صحيًا وبرامج اختبار جماعية في حين عادت الحياة الى طبيعتها في غالبية دول العالم مع انخفاض خطر الوباء.
روّجت الحكومة للاستراتيجية كدليل على أنها تضع حياة الإنسان فوق الاهتمامات المادية ويمكنها تجنب الأزمات الصحية التي شهدتها العديد من الدول الغربية.
تعهد القادة الصينيون الخميس مرة أخرى بـ”الالتزام الثابت” بسياسة “صفر كوفيد” و”الكفاح بحزم” ضد انتقادات السياسة، على الرغم من الاحتجاج الشعبي المتزايد ضد هذه الإجراءات.
يظهر هذا الغضب بشكل خاص في شنغهاي، حيث يعاني 25 مليون شخص من الإغلاق منذ آذار/مارس وسط شكاوى من إجراءات الإغلاق المفرطة وظروف الحجر الصحي القاسية.
واستضافت جاكرتا وباليمبانغ الاندونيسيتان في 2018 النسخة الأخيرة من آسياد المقامة مرّة كل اربع سنوات، ومن المقرر ان تقام النسخة المقبلة في أيتشي وناغويا اليابانيتين في 2026، فيما تستضيف الدوحة نسخة 2030 والرياض نسخة 2034، علماً أن النسخة الأولى أقيمت في نيودلهي الهندية عام 1951 بمشاركة نحو 500 رياضي من 11 دولة تنافسوا في ست رياضات فقط.
المصدر: euronews