مع انتشار الهواتف الذكية ذات الشاشات الكبيرة تظهر التساؤلات بشأن مدى حاجة المستخدم إلى الحواسيب اللوحية؟ وما إذا كانت ستحافظ على حضورها في سوق الإلكترونيات مع انخفاض أعداد مبيعاتها مؤخرا، غير أن الشركات العالمية والخبراء يرون أن هذه الأجهزة الجوالة ينتظرها مستقبل واعد.
لقد مرت حوالي ثماني سنوات على إطلاق الحاسوب اللوحي آيباد من آبل لأول مرة، وكانت ميزته الأساسية في أنه أخف وزنا من أي حاسوب محمول، وكان يتفوق على الهواتف الذكية من خلال شاشته الكبيرة ولوحة المفاتيح الافتراضية الأكبر، ثم لحقت الكثير من الشركات العالمية التي أطلقت أنواعا مختلفة من الحواسيب اللوحية.
وتهدف الحواسيب اللوحية إلى سد الفجوة بين الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمول.
وبفضل تجهيزها بشاشات كبيرة فإنها تسهل على المستخدم الأعمال المكتبية ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو وتصفح مواقع الويب، علاوة على أنها تمتاز بسهولة الحركة والوزن الخفيف وسرعة الاستخدام مقارنة بالحواسيب المكتبية.
وتدعم هذه النوعية من الأجهزة مختلف منصات التشغيل، سواء كانت آبل “آي أو إس” أو غوغل أندرويد، كما تعول شركة مايكروسوفت على نظام ويندوز في حواسيبها اللوحية.
قطاع الأعمال
ويرى رئيس تحرير مجلة “ماك آند آي” الألمانية شتيفان إيرمان أن الحواسيب اللوحية آيباد برو تتمتع بميزة في قطاع الأعمال، حيث يمكن استعمال هذه الأجهزة الجوالة بواسطة قلم إدخال البيانات.
وأكد أن الشركة الأميركية تسعى دائما لتطوير الحواسيب اللوحية الخاصة بها باعتبارها أدوات احترافية وإبداعية، لتصبح بديلا لأجهزة الحواسيب المحمولة، ولم يتم تحديث جهاز آيباد ميني منذ 2015، وبالكاد تزيد شاشة هذا الحاسوب اللوحي على هاتف آيفون أكس أس ماكس.
أما الحواسيب اللوحية المزودة بنظام غوغل أندرويد فهي مصممة في الأساس لتلبية متطلبات المستخدم العادي، ويتفق الخبراء على أن الاتجاه الخاص بهذه النوعية من الأجهزة الجوالة سيستمر بدءا من الموديلات الصغيرة بشاشة قياس سبع بوصات وحتى الموديلات الأكبر قياس 11 بوصة، حتى أن هناك العديد من الشركات العالمية مثل هواوي وسامسونغ ولينوفو تطرح حواسيب لوحية منخفضة التكلفة ضمن باقة موديلاتها القياسية.
معايير الشراء
ويتعين على المستخدم مراعاة بعض المعايير المهمة قبل شراء الحواسيب اللوحية المزودة بنظام غوغل أندرويد، حيث يعتبر متجر غوغل بلاي هو أهم مصدر للبرامج والتطبيقات، وينبغي أن يكون للجهاز اللوحي القدرة للوصول إلى هذا المتجر.
وأضاف ماتياس روسلر -من مجلة “شيب أونلاين” الألمانية- أن دقة وضوح الشاشة يجب ألا تقل عن جودة (1920 1200x) بيكسل لسهولة القراءة ومشاهدة الأفلام وتصفح مواقع الويب.
كما يجب أن يكون الحاسوب اللوحي متينا ومصنوعا بصورة جيدة لأن الموديلات منخفضة التكلفة قد يتعرض الجانب الخلفي فيها للانضغاط بدرجة كبيرة بحيث يصل إلى الشاشة، ويجب ألا يقل نظام التشغيل عن إصدار أندرويد 7.0، وعند استعمال الحاسوب اللوحي لتصفح مواقع الويب في المنزل فقط فإنه قد لا يحتاج إلى شريحة.
وينبغي ألا تكون الذاكرة ذات مساحة تخزينية محدودة، ومع ذلك فإنه يمكن توسيع الذاكرة في معظم الموديلات عن طريق استعمال بطاقات الذاكرة الخارجية، وإذا رغب المستخدم في العمل على تطبيقات عدة في وقت واحد فإنه لا بد من توافر معالج رباعي النوى على الأقل أو ثماني النوى مع ضرورة ألا تقل ذاكرة الوصول العشوائي عن ثلاثة غيغابايتات.
ونظرا لأن الحواسيب اللوحية المزودة بنظام غوغل أندرويد تهدف إلى تلبية متطلبات المستخدم العادي فإن الشركات العالمية تؤكد دائما على استعمال الحاسوب اللوحي كجهاز جوال ثان إلى جانب الهاتف الذكي، حيث أكد 25% من المستخدمين على أنهم يعتمدون على الحاسوب اللوحي لمشاهدة مقاطع الفيديو أو الاستمتاع بالألعاب أو قراءة الأخبار والمقالات والكتب الإلكترونية، كما شهد قطاع الأعمال طفرة في الحواسيب الهجين التي تجمع بين أجهزة الحواسيب المحمولة والحواسيب اللوحية.
ويتفق الخبراء على أن طفرة الحواسيب اللوحية قد انقضت، ويسود حاليا الاتجاه نحو الهواتف الذكية ذات الشاشات الكبيرة، إلا أن الحواسيب اللوحية يتم استعمالها في العروض التقديمية أو التطبيقات التي يتم استعمالها بواسطة قلم إدخال البيانات أو لوحة المفاتيح، كما يستمر الاتجاه الخاص بالحواسيب اللوحية منخفضة التكلفة التي يتم الاعتماد عليها كجهاز ثان لقراءة المحتويات أو مشاهدة الأفلام.