تشكل الرياضيات بالنسبة لكثير من التلاميذ كابوسا حقيقيا، مما يدعو إلى التساؤل عن أسباب هذه المشكلة وطبيعتها، ويقترح بعض المختصين في علم النفس وتدريس الرياضيات حلولا.
وقالت صحيفة لوتان الفرنسية إن “القلق من القدرات الرياضية” حسب دراسة صادرة عام 2017 هو ظاهرة عالمية وهو عبارة عن حلقة مفرغة، إذ إن “التلميذ الخائف من الرياضيات سيحصل على درجات سيئة، كما أن التلميذ الذي يجهد نفسه في هذه المادة سيصاب أيضا بالخوف منها” كما تقول ألانا فولي من جامعة شيكاغو المشاركة في إعداد الدراسة.
الاعتراف بالمشكلة
يقول جان لوك دورييه -وهو أستاذ علم تدريس الرياضيات في جامعه جنيف ومشارك في تأليف كتاب نشر هذا العام عن تدريس الرياضيات- “إن الصعوبة تنبع من رفض المجتمع هذه المادة”، موضحا أن الاعتراف علنا بالعجز عن فهم الرياضيات يعتبر بداية لحل المشكلة.
ويذكر الأستاذ من بين العوامل الأخرى التي ساعدت على رفض الرياضيات أن إصلاح التعليم في سنة 1970 أدى إلى تعليم رياضيات مجردة وعالية المستوى إلى حد ما بحيث لم يفهم الكثيرون منها شيئا، وقد تغير النظام لكن العديد من المعلمين الحاليين لا يعرفون ذلك.
ما الحلول؟
يعطي ليونارد تروسيلو خريج الفيزياء في جامعة جنيف دورات بعنوان “الرياضيات++” لمجموعات من الطلاب، وهو يعتبر دراسة مادة الرياضيات تراكمية، فإذا كان الطالب لا يفهم الكسور فإن ذلك سيعيقه طوال دراسته.
وفكرة تروسيلو في التدريس هي أن تأخذ بعين الاعتبار سيكولوجية الطالب، فقد لاحظ أن بعض الناس يقومون بالتمارين جيدا ولكن ينتابهم الذعر قبل الاختبارات.
وقد أدرك أنهم كانوا مستعدين للفشل عند الامتحان، ومن الضروري أن نفكك هذه الآلية، ونلغي فكرة القضاء والقدر كقول التلميذ إنه لن يحصل إلا على صفر في الرياضيات.
وعلينا الاستعاضة عن هذه الأفكار بتحميل الطالب المسؤولية بأن يحدد الأهداف التي يريد تحقيقها، بالإضافة إلى جعل الرياضيات أكثر تشويقا، بحيث يكون الجانب النظري قصيرا، ليتمكن الطلاب من الذهاب بسرعة إلى التمارين، كما ينبغي أن نستخدم تطبيقات الهواتف الذكية، كل هذا لجعل الدروس ممتعة، لاستعادة الثقة في منهج المادة.