توصلت ثلاث دراسات رئيسية، إلى أن أدوية ضغط الدم الشائعة لا تضاعف أعراض الفيروسات التاجية كفيروس كورونا، سواء الأعراض الحادة أو المميتة، كما وجدت أنها لا تزيد هذه العلاجات فرص الإصابة بالمرض.
ووفقا للخبر الذي نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن هذه الدراسات تنافي المخاوف التي أظهرها الأطباء في شهر آذار/مارس الماضي، حول وجود صلة محتملة بين الأدوية المعروفة باسم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين “ARBs” وكورونا.
حيث كان هناك قلق ناجم عن الدراسات التي أجريت على الحيوانات، بأن هذه الأدوية قد تزيد من مستويات إفراز الجسم للبروتين المسمى “ACE2″، الذي يلتصق به الفيروس التاجي عندما يغزو الخلايا البشرية، ومن ثم يزيد من فرص تعرض الناس للمرض.
وأوضحت الصحيفة بأن الدراسات الثلاث الجديدة، التي نشرت في مجلة “نيو إنجلاند” الطبية المرموقة “NEJM”، وجدت أن أدوية الضغط لا علاقة لها بزيادة شدة الفيروس وأعراضه أو خطر إصابة الإنسان به.
ولفت الخبر إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري من النوع 1 أو النوع 2، عليهم تناول الأدوية التي تزيد من مستوى البروتين “ACE2” الموجود في خلاياهم، من أجل السيطرة على مرضهم.
وقام الباحثون في الدراسات الثلاث بمراجعة سجلات الآلاف من الأشخاص سواء من يأخذون هذه الأدوية أو الذين لا يأخذونها، وأيضا معرفة ما إذا كان هؤلاء الأشخاص مصابين بفيروس كورونا أم لا، إضافة لكيفية تقدم المرض عند المصابين به. ثم استخدموا طرقا إحصائية للسيطرة على عوامل أخرى مثل الحالات الصحية الأساسية التي قد تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس كورونا.
وخلص الباحثون إلى أنهم “لم يجدوا زيادة كبيرة في احتمالية ظهور نتيجة إيجابية لفحص كورونا، أو في خطر الإصابة الحادة به بين المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالاشتراك مع خمس فئات شائعة من الأدوية الخافضة للضغط”.
وأضاف الباحثون: “لم يكن هناك ارتباط بين أي فئة دواء واحدة وزيادة احتمال ظهور نتيجة إيجابية للمرض، أيضا لم يكن أي من الأدوية التي تم فحصها مرتبطا بزيادة كبيرة في مخاطر مرض شديدة بين المرضى الذين ثبتت إصابتهم”.
وقال الدكتور “هارموني رينولدز”، طبيب القلب في جامعة نيويورك، الذي قاد إحدى الدراسات التي شملت حوالي 12600 شخص: “لم نر أي اختلاف في احتمال ظهور نتيجة إيجابية للمرض مع مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين”.
وختمت الصحيفة خبرها بالإشارة إلى أن الدراسات رصدية، مما يعني أن الباحثين لاحظوا تأثير عامل الخطر.