علوم وتكنولوجيا

بي إم دبليو تريد فرض رسوم اشتراك على خاصية تسخين المقاعد

قام تجمع حيوي من المبرمجين “لدى بي إم دبليو” (BMW) بتعديل المركبات الفاخرة لسنوات، والآن هم على استعداد لتفعيل اشتراك “بي إم دبليو” المثير للجدل.

 

وقال جوزيف كوكس وآرون جوردون في المقال الذي نشره موقع “فايس” Vice الأميركي إنه في الأسبوع الماضي ألهمت خدمات الإنترنت شركة بي إم دبليو مقترحا يقضي بأن تصبح خاصية تسخين المقاعد خدمة اشتراك بقيمة 18 دولارا شهريا.

 

وقد قام تجمع من المخترقين الذين قاموا بإلغاء قفل الميزات في سيارات بي إم دبليو لسنوات بإخبار الكاتبيْن أنهم مستعدون لمساعدة المالكين في فتح ميزات الاشتراك فقط.

 

ميزات قابلة للبرمجة

وأفاد الكاتبان بأن هذه الشركات تقول إنها تقوم بإجراء “البرمجة” للسيارة لإضافة ميزات إضافية، مثل انعكاس شاشة أندرويد أو إزالة البرامج غير المرغوب فيها، مثل إيقاف تشغيل الأجراس المزعجة، كما أنهم يعلنون عن خدماتهم من خلال العديد من المنتديات الحيوية ومواقع التسوق الشهيرة مثل “إيباي” (eBay)، و”إتسي” (Etsy).

 

وأوضح الكاتبان أن المركبات كانت دائما تأتي بميزات مختلفة معروضة كجزء من الحزم “إضافات الرفاهية”، أو “الديكورات”، والتي يقررها المشتري عند شرائه المركبة.

 

وفي الأصل كانت هذه تقريبا جميع الترقيات المادية أو الأجهزة، مثل المقاعد الجلدية أو المزيد من قوة الأحصنة أو فتحة السقف.

 

لكنها ميزات قابلة للبرمجة مثل المصابيح الأمامية التلقائية وتنشيط المساحات وميزات مساعدة السائق مثل التحكم في ثبات السرعة، إذ إن إنشاء ميزات مقفلة من خلال البرمجة يعني أن جميع إصدارات المركبات يمكن أن تتمتع بهذه الميزة، ولكن فقط إذا دفع العميل لتفعيلها.

 

وحسب ما أفاد الكاتبان، فإنه مع انتشار السيارات المتصلة بالإنترنت ورقمنة كل ميزة تقريبا تقدمها السيارة ينظر صانعو السيارات أنه يمكنهم كسب المزيد من المال عن طريق جعل الناس يدفعون مرتين مقابل هذه الميزات التي تدعمها البرامج، مرة عند شراء السيارة ومرة أخرى عبر الاشتراك لإلغاء قفلها على مدار فترة الملكية.

 

وقد أوضح الكاتبان أن “ستيلانتس” (Stellantis) (الشركة الأم لـ”جيب” و”دودج” و”كرايسلر”) أخبرت المساهمين مؤخرا خلال عرضها التقديمي “سوفت وير داي” أنها تتوقع تحقيق 22.5 مليار دولار من بيع البرامج والاشتراكات وحدها، ومطابقة التوقعات من شركات صناعة السيارات الكبرى الأخرى، مثل فولكسفاغن (Volkswagen) وجنرال موتورز (General Motors) وفورد (Ford).

 

وأشار الموقع إلى أن تسلا (Tesla) تبيع بعض الميزات من خلال ترقية البرامج، وأبرزها القائد الآلي المثير للجدل وحزم القيادة الذاتية الكاملة للشركة والتي تكلف ما يزيد على 12 ألف دولار لفتحها، كما تلغي أيضا ميزات البرامج المدفوعة على السيارات المستعملة عند نقل الملكية، مما خلق سوقا للمخترقين لعكس هذه التغييرات.

 

ليس كشركة بي إم دبليو

ويعتقد الكاتبان أن أيا من شركات تصنيع السيارات لم تقم برفع توقعات المستهلكين لترقيات البرامج المدفوعة كما قامت به “بي إم دبليو”، ففي عام 2019 أثارت الشركة غضب عملائها من خلال إعلانها أنها ستفرض 80 دولارا سنويا لاستخدام “آبل كاربلاي”، وهي ميزة يعتبرها العديد من المالكين ضرورية وحتى أرخص السيارات توفرها مجانا، وتراجعت” بي إم دبليو” عن الفكرة.

 

لكن من الواضح أنها لم تتخل عن فكرة “البرمجيات كخدمة”، فقد أعلنت مؤخرا أنه في كوريا الجنوبية سيتعين على المالكين دفع 18 دولارا شهريا لتفعيل تسخين المقاعد الأمامية.

 

وأوضح الكاتبان أنه في السنوات الأخيرة اضطر مالكو سيارات “بي إم دبليو” في أوروبا إلى دفع رسوم إضافية لتمكين الميزات المهمة، مثل تعطيل الضوء العالي تلقائيا عند اكتشافهم سيارة في المسار المعاكس وميزات مساعد القيادة التي تساعد في تجنب الحوادث.

 

ولفت الكاتبان إلى أن شركاء البرمجة في “بي إم دبليو” يقدمون للعملاء طريقتين مختلفتين لتلقي ميزات جديدة لسياراتهم، إذ يمكن للشركة إما تقديم البرمجة شخصيا، حيث يقوم ممثل بزيارة العميل في منزله وإجراء البرمجة هناك، أو يمكنه الوصول إلى سيارة بي إم دبليو الخاصة بالعميل عن بعد.

 

وأضافا أنه بالنسبة للبرمجة عن بعد سيحتاج العملاء أولا إلى شراء كابل واجهة “بي إم دبليو إينيت”، وهذا الكابل به منفذ شبكة إيثرنت في أحد طرفيه ويتم توصيله بجهاز الحاسوب المحمول الخاص بهم، ويتم توصيل الطرف الآخر بمنفذ التشخيص الموجود على متن سيارة بي إم دبليو، ويكلف حوالي 25 دولارا.

 

ميزات مذهلة

وبين الكاتبان أن الميزات التي يعرضها المبرمجون للتنشيط مذهلة جدا، وهي تشمل تشغيل صوت إنذار عند فتح أو قفل السيارة التي تكون متوقفة عن التشغيل افتراضيا في بعض المناطق، وتمكين وظائف الفيديو أثناء القيادة، وإزالة الإشعار القانوني على نظام الترفيه والاتصال “آي درايف” عند بدء التشغيل، وفتح الأبواب تلقائيا بعد الضغط على زر الإيقاف، وإغلاق نوافذ السيارة عبر مفاتيح التشغيل، وضبط النوافذ على الفتح بمفتاح التشغيل مع الإبقاء على فتحة السقف مفتوحة، والتنظيف التلقائي للمصابيح الأمامية، وغيرها الكثير.

 

ووفقا للكاتبين، فإن مبرمجا في سان فرانسيسكو -طلب عدم ذكر اسمه بسبب حالة السوق الرمادية لعمله- قال لهما “عندما بدأت في القيام بذلك لأول مرة منذ حوالي 7 سنوات كان هناك الكثير من الطلبات لميزات الراحة العامة ولكن الآن تغيرت نوعا ما قليلا لأن الواقع قد نضج قليلا”، إذ يقوم المبرمجون باختراق البرامج الثابتة للسيارة أو إنشاء شهادات مزيفة لتمكين الميزات المدفوعة، أو حتى التوصل إلى حلول بالأجهزة لتمكين الميزات غير النشطة، مثل نظام مساعدة السائق من “بي إم دبليو”.

 

وأورد الكاتبان ما قاله سميث -من بيميرتيك- “لطالما كان تنشيط كاربلاي أحد أكثر استفسارات البرمجة شيوعا عندما كانت خدمة اشتراك”.

 

وأضاف أن قدرة الأطراف الثلاثة على الوصول إلى معلومات التشخيص وتغييرها ليست مهددة، لكن شركته بحاجة إلى مواكبة التغييرات المستمرة لشركة “بي إم دبليو” في برامجها.

 

وأشار الكاتبان أيضا إلى ما قاله المبرمج عن أن مشكلة إعادة تعيين الإصلاحات بعد تحديثات البرامج أصبحت أكثر خطورة منذ أن أصبحت السيارات قادرة على إجراء تحديثات عبر الهواء عبر اتصالات الإنترنت، مما أتاح المزيد من التحديثات المتكررة.

 

هل الاختراق هو الحل؟

وذكر الكاتبان أنه في حين أن معظم خدمات البرمجة المعروضة تمنح السائقين التحكم في الترفيه أو التقنيات الأكثر ملاءمة لسيارتهم قد يتجنب البعض الآخر اللوائح الأميركية، حيث تعلن بيميرتيك على موقعها الإلكتروني عن القدرة على تشغيل موسع النطاق لسيارة “بي إم دبليو آي3” الكهربائية في وقت أبكر بكثير مما يسمح به عادة في سوق الولايات المتحدة.

 

وفي الوقت نفسه، يمكن للسائقين في السوق الأوروبية تشغيل موسع النطاق يدويا بمجرد انخفاض شحن البطارية إلى أقل من 75%، موضحين ما أضافه موقع بيميرتيك “ينظر الكثير من مالكي آي 3 في الولايات المتحدة إلى هذا التكوين الأوروبي بعين الغيرة، الحل: اختراق بي إم دبليو آي 3”.

 

وتابع الكاتبان أنه في معظم السيناريوهات لا يحدث هذا فرقا، ولكن مع حالات تكثيف الاستهلاك للطاقة، مثل القيادة صعودا بسرعة في درجات الحرارة الباردة قد لا يتمكن موسع النطاق من إعادة شحن البطارية بالسرعة التي تنفد فيها، لذلك إذا كانت البطارية تحتوي على كمية ضئيلة من الشحن المتبقي يمكن أن يؤدي ذلك إلى أن تعمل السيارة بنفس سرعة محرك الغاز الصغير المصمم أصلا لدراجات “بي إم دبليو” النارية، والتي تبلغ عادة 45 ميلا في الساعة أو أبطأ.

 

لكن القدرة على التخطيط المسبق وتنشيط موسع النطاق مسبقا يحلان المشكلة، غير أن هذا الخيار لم يكن متاحا لعملاء الولايات المتحدة، ومع ذلك تقول بيميرتيك إن أحد فنييها يمكنه تشغيل هذه الميزة الكامنة عن بعد في طرازات السيارة الأميركية.

 

واختتم الكاتبان تقريرهما بما قاله المبرمج في سان فرانسيسكو من أنه لا مفر من أن يحاول الناس التحايل على الميزات المدفوعة مثل تسخين المقاعد، مضيفا “عادة لا أرغب في تقديم أي خدمة تتطلب اختراق البرامج الثابتة، لكن الناس يفعلون ذلك عادة بعد الضمان على أي حال، ولكن هذا ما يحدث غالبا نظرا لأنه تتم مشاركة الكثير من المعلومات للمبرمجين في المنتديات، على سبيل المثال إذا كان هناك منشور في المنتدى وقال أحدهم إنه اكتشف كيفية الوصول الكامل إلى المقاعد الساخنة وطالما يمكن للأشخاص قراءة منشور المنتدى واتباع التوجيهات يمكنهم القيام بذلك بأنفسهم، وأعتقد أن هذا هو الشيء الرائع في الإنترنت”.

 

المصدر : الجزيرة نت 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى