علوم وتكنولوجيا

لماذا تجد نظارات الواقع الافتراضي صعوبة في دخول بيوت المستخدمين؟

من المتوقع أن تطلق شركة “فيسبوك” (Facebook) التابعة لشركة “ميتا” (Meta) وشركة “آبل” (Apple) نظارة الواقع المختلط في العام المقبل، والتي تأمل الشركتان بتحويل صناعة الأجهزة التي يرتديها المستخدمون على الرأس إلى المنتج الكبير التالي في مجال الحوسبة الشخصية.

 

لكن هناك عقبة كبيرة أمام انتشار هذه الأجهزة، إذ يقول بالمر لوكي المؤسس المشارك في برنامج نظارات الواقع الافتراضي “أوكولوس” (Oculus) -والذي ترك البرنامج أوائل عام 2017- إنه لا يوجد سعر منخفض بما فيه الكفاية لإقناع مجموعة كبيرة من الناس باستخدام نظارة الواقع الافتراضي.

 

نظارة الواقع الافتراضي “كويست 2” (Quest 2) الأكثر مبيعا من فيسبوك تباع بـ400 دولار، وشكلت 78% من سوق الواقع الافتراضي الناشئ عام 2021 وفقا لمؤسسة “آي دي سي” (IDC)، لكن المستخدمين الذين يريدون تقنية الجيل التالي سيضطرون إلى إنفاق اكثر من هذا المبلغ.

 

وقالت الشركة -في وقت سابق من هذا العام- إن نظارة الرأس المتطورة القادمة من “ميتا” والتي تحمل الاسم الرمزي “كامبريا” (Cambria) من المتوقع أن تكلف 800 دولار على الأقل.

 

ويقال إن جهاز “آبل” غير المعلن عنه قد يكلف آلاف الدولارات، ويعد هذا عبئا كبيرا على جيوب المستخدمين لمنتجات تكنولوجيا حديثة لم تصبح سائدة بعد.

 

وقالت شركة “آي دي سي” إنه تم شحن أكثر من 11 مليون وحدة من نظارات واقع افتراضي العام الماضي، ويتساوى هذا العدد مع ما تبيعه آبل من أجهزة آيفون كل بضعة أسابيع.

 

كيف يمكن توسيع سوق نظارات الواقع الافتراضي؟

ولتوسيع السوق سيتعين على “ميتا” و”آبل” إقناع المستهلكين بأن الأنظمة الأكثر تقدما تستحق الاستثمار، وبحسب ما ورد تراهن الشركتان على تقنية جديدة تسمى العبور بالواقع المختلط، والتي تتطلب شاشات أفضل وقدرة معالجة أكبر.

 

وإذا كان عبور الواقع المختلط يعمل كما هو معلن عنه فستعمل نظارة الواقع الافتراضي أيضا كمجموعة من نظارات الواقع المعزز والتي تدمج العالم الافتراضي ببيئة المستخدم الحقيقية، مما يعزز إمكانيات التطبيقات والاستخدام في العالم الحقيقي.

 

ومع أجهزة الواقع الافتراضي الحالية تقتصر التجربة على ما هو موجود على شاشة نظارة الرأس، أما في تكنولوجيا عبور الواقع المختلط فتلتقط الكاميرات القوية الموجودة على السطح الخارجي لنظارة رأس الواقع الافتراضي فيديو للعالم الخارجي وترسله إلى شاشتين أو أكثر، إحداهما أمام عيني المستخدم، ويسمح هذا للمطورين باللعب بالواقع المختلط أو تركيب البرامج أو الرسومات على فيديو العالم الحقيقي من الخارج.

 

ويقول المؤيدون للواقع المختلط إننا سنكون قادرين في النهاية على دمج التكنولوجيا في زوج من النظارات خفيفة الوزن مع عدسات شفافة.

 

وتكمن مشكلة اليوم في أن الواقع المختلط يتطلب الكثير من الأجزاء باهظة الثمن ونظارة رأس قوية، مما يحد من حجم السوق.

 

وإضافة إلى الكاميرات المتقدمة تحتاج أجهزة عبور الواقع المختلط إلى مستشعرات عمق يمكنها التقاط فيديو مفصل وقياسات محيط المستخدم، ويجب عليها أيضا تتبع عيني المستخدم حتى لا تضيع رسومات توليد الطاقة التي لن تتم رؤيتها، وتحتاج إلى إمكانات وبرامج معالجة قوية لتقليل وقت الاستجابة بحيث لا يتأخر ما يراه المستخدم عندما يُعرض داخل نظارة الرأس.

 

والأهم من ذلك هو الشاشة عالية الدقة التي يجب أن تكون أكثر كثافة من شاشة الهاتف الذكي لأنها قريبة جدا من عيني المستخدم، ويبلغ متوسط ​​شاشات الهواتف الذكية حوالي 550 بيكسلا لكل بوصة، لكن أجهزة الواقع المختلط تتطلب شاشات بحوالي 3500 بيكسل لكل بوصة وفقا لـ”كونتر بوينت ريسيرش” (Counter Point Research).

 

وتشتهر شركة “آبل” بالسرية بشأن خارطة طريق منتجاتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفئات الجديدة، وقد استثمرت الشركة بكثافة في أبحاث الواقع الافتراضي وتطويره في مجموعة تطوير التكنولوجيا التابعة لها، واشترت العديد من الشركات الناشئة المتخصصة في تكنولوجيا الواقع المختلط.

 

ووفقا لتقارير “بلومبيرغ” (Bloomberg) و”ذا إنفورميشن” (The Information) تقوم آبل بتطوير نظارة رأس للواقع المختلط تشبه نظارات التزلج مع شريحة قوية محلية الصنع.

 

ويقال إن نظارة الرأس ستدعم مرور الفيديو وتقدم الألعاب والتطبيقات الأخرى.

 

وفي وقت من الأوقات كانت شركة آبل تهدف إلى الحصول على دقة مماثلة على الأقل لجهاز تلفزيون “4 كيه” (4K) لأول نظارة رأس لها، لأن أي شيء أقل من ذلك قد يؤدي إلى رؤية المستخدمين للبكسل الفردي حسبما ذكرت المعلومات.

 

رأي الجمهور في أسعار أجهزة الواقع المختلط

وأجرى موقع “سلاش غير” (SlashGear) استطلاعا حول أسعار نظارات الواقع الافتراضي، وعبر المستطلعة آراؤهم عن عدم رضاهم عن السعر الجديد.

 

وقالت الأغلبية العظمى من 590 من الذين شملهم الاستطلاع إنهم لن يدفعوا 400 دولار مقابل “أكولس كويست 2” (Oculus Quest 2).

 

وفي ما يتعلق بنظارات الرأس البديلة ذات الجودة المماثلة أو الأفضل أصبحت نظارة “بلاي ستيشن في آر” (PlayStation VR) أرخص بـ50 دولارا، ولكنها تتطلب منك الحصول على جهاز “بلاي ستيشن 4” (PS4).

 

الجزيرة نت

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى