بحثت حلقة “تحت المواطنة” واقع “التركمان” قبل وبعد الثورة السورية والحقوق التي حُرموا منها في عهد نظام الأسد، وأهم المطالب التي يريدها التركمان في سوريا الجديدة.
واستضافت الحلقة كلاً من الكاتب والأكاديمي والمحلل السياسي التركماني “صالح فاضل صالح ” والدكتور “عبد المجيد بركات” عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، وعضو الائتلاف الوطني السيدة “بسمة محمد”.
وقال الدكتور “صالح فاضل صالح” إنه وفي عهد نظام الأسد كانت حقوق النساء والرجال التركمان مهضومة، مشيراً إلى أن نحو مليوني تركماني من المتحدثين باللغة التركية في سوريا لم يكن يأتيهم مدرسون مختصون بتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ويطلق صالح وصف “محافظين” على أقلية التركمان وأنهم فئة تلتزم بمبادئ وأخلاق الإسلام، كما أشار إلى أن الفصائل التي يقودها التركمان هي “الأقل أخطاءً” بين فصائل الجيش الوطني السوري، وكل من يخطئ منهم قابل للعدالة والمحاسبة، محذراً من إضعاف السوريين تحت ذريعة الأقليات، ومشيرا إلى أن “الجميع أكثرية تحت سقف القانون والمواطنة وأن ثقافة التركمان عربية إسلامية”.
ومن جانبه.. يرى الدكتور “عبد المجيد بركات” أنه وبالمجمل في سوريا فإن التركمان يتماهون مع مطالب الشعب السوري وآماله وآلامه، وكان لهذا التواجد منذ بداية الثورة أثر فعال، فالتركمان يذوبون ضمن التفاعلات الثورية إلى حد يمكن أن تنتهي هويتهم عندما يتعلق الأمر بالثورة السورية.
وأضاف بركات أن التركمان موجودون في كل الدول، ويتماهون مع الدولة ويفضلون الهوية الإسلامية والوطنية، وبالنسبة لسوريا فلهم وجود في مؤسسات المعارضة، ولم يكن وجودهم في مؤسسات المعارضة بهدف تمثيل التركمان بل لتمثيل الثورة السورية.
ونفى بركات وجود أي توجه لدى التركمان للاستقلال أو الانسلاخ عن المجتمع السوري سياسياً أوجغرافياً أواجتماعياً، كما أن التركمان ليس لديهم “عقدة الدولة” على خلاف بعض الأقليات في الشرق الأوسط وفق وصفه، وذلك لأن لديهم أكثر من 5 دول تتحدث باللغة التركمانية مثل تركيا وتركمانستان، وأشار إلى أن هناك الكثير من الشخصيات التركمانية كانت عماداً للثورة مثل القائد “عبد القادر الصالح” الذي لا يعرف الكثيرون أنه تركماني.
وشدد بركات على أن مصير التركمان مرتبط مع مصير الشعب والثورة في سوريا وجغرافية سوريا الحالية، مضيفاً : “ولا بد من الحصول على الحقوق الثقافية وهذا أمر شرعي مثل التعلم اللغة والجانب الإعلامي وما إلى ذلك، التركمان ليسوا أقلية بالمعنى السياسي فالشعب التركماني لم يأت أثناء تأسيس الدولة السورية، بل جاء قبلها بألف عام”.
ومن ناحيتها.. تقول عضو الائتلاف “بسمة محمد” إنه كان هناك كبح على العادات والتقاليد في أيام سيطرة نظام الأسد، مشيرة إلى أن النساء التركمانيات كن مضطهدات، ما أدى إلى تقليل حضورهن في المجتمع على عكس أيام الثورة حيث وجدوا في كل الأماكن وفي كل فرص العمل.
وأجرت الحلقة استطلاعاً لرأي عدد من السوريين المقيمين شمال سوريا رأى فيه معظم من أخذ رأيهم أنه لا فرق بين التركماني وغيره بين السوريين، إذ لم يكن هناك تفرقة بين القوميات الموجودة في سوريا بالنسبة لما يدور بين السوريين، مشيرين إلى ان التركمان وقفوا إلى جانب الثورة مع باقي مكونات الشعب السوري ونادوا وما يزالون بوحدة الأراضي السورية والوقوف بوجه مخططات تقسيم سوريا.