تعتبر مشكلة التوظيف والعمل من أبرز الأمور التي تعيق السوريين في الداخل والخارج حتى وإن اختلفت المعوقات بينهما.
الكوادر المتخصصة في ألمانيا تتزايد فيها نقاط العجز، مما يدفع الحكومة الألمانية إلى محاولة تفعيل وتنشيط الطاقات التي يمتلكها المهاجرون، حيث يعمل برنامج دعم الاندماج من خلال التأهيل IQ منذ عام 2005، على تحقيق هدف تحسين فرص الأشخاص من ذوي الأصول المهاجرة في سوق العمل.
تتكفل الولايات الألمانية بمصاريف اللاجئين فور وصولهم إلى ألمانيا، من أجار المنزل والفواتير والمصروف الشخصي، وهذه المساعدات خاصة بالعاطلين عن العمل، وتقدم لكل شخص على الأراضي الألمانية إلى أن يجد عملاً، حيث تتكفل دائرة الهجرة الألمانية بتأهيل كل مواطن على العمل حتى يجد عملاً، مما يجعلها تتكفل بكل مصاريف دورات اللغة الألمانية حتى أنها تدفع للاجئ مصاريف المواصلات للمدرسة كي لا يملك اللاجئ أي عذر يمنعه من الالتحاق بدورات تعلم اللغة والاندماج، وبعد الإنتهاء من سنوات التأهيل، أي تعلم اللغة وحضور دورات الاندماج، يصبح اللاجئ مهيئاً لدخول سوق العمل، وهو ما يدفع مكتب العمل بمطالبة اللاجئ بالبحث عن أي عمل، أي كان، حتى وإن كان خارج مجال عمله الأساسي وخارج اهتماماته.
ومسألة إيجاد عمل ليس بالأمر السهل حتى وإن تعلم اللاجئ اللغة،أي قد يتطلب وقتاً طويلاً، وهو أمر لا تتفهمه مكاتب العمل، وهو أمر لا ينطبق على ألمانيا فقط، وإنما على كل دول الاتحاد الأوروبي.
“مينا حمو” المتطوعة في بعض المنظمات بألمانيا لتوعية اللاجئين، أشارت إلى أن العقبات والمشاكل التي تواجه اللاجئين في ألمانيا تختلف عن مشاكل الألمان أنفسهم، وهي أصعب إجمالاً، فعلى الرغم من الإنتهاء من التأهيل اللغوي للاجئ، تبقى لغته غير كافية فعلياً، بالإضافة إلى عدم وجود فرصة عمل قد تناسب تخصصه واهتماماته، حيث اضطر العديد من اللاجئين لتخصصاتهم بما يتوافق مع المجتمع الجديد، وهي أمور لا يمكن أن يواجهها الألمان أثناء بحثهم عن عمل.
الكثير من الشهادات الجامعية والطلاب الذين تخرجوا من سورية لا تتوافق مثلاً مع طبيعة ألمانيا وبيئتها وظروف عملها، كطالب تخرج من كلية الحقوق مثلاً، فبالتأكيد لن يستطيع العمل بشهادته في ألمانيا لاختلاف القوانين والإجراءات، حتى أن الحكومة الألمانية لا تقبل الشهادة، فيضطر اللاجئ إلى إما تغيير اختصاصه ومجال عمله كلياً، أو البدء بالدراسة من جديد، وهو أمر ليس بالسهل أبداً.
“رنيم” من ألمانيا أشارت في اتصالها إلى أنه على الرغم من مسؤولية مكاتب العمل عن تأمين فرص عمل للاجئين إلاّ أنها لا يمكن أن تؤمن العمل المناسب للشخص المناسب،فالمحجبات في ألمانيا إجمالاً يعانون في مسألة إيجاد فرص عمل مناسب، حتى أنه يمكن اعتبار الحجاب عائقاً أساسياً أمام المرأة في ألمانيا.
هذا والعديد من النقاط تم طرحها حول مسألة إيجاد فرص عمل بالنسبة للسوريين في ألمانيا وأوروبا بشكل عام، بالإمكان متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي: