باتت الأوضاع متوترة في مدينة منبج، التي تترقب عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية حسبما صرحت الحكومة التركية الشهر الماضي، وطال هذا التوتر السوق المنبجي الذي شهد توترا ملحوظا تمثل بارتفاع أسعار المواد الغذائية إضافة لانخفاض ملحوظ شهده سوق العقار.
وأكد مراسل وطن إف إم شاهين محمد لفقرة “ألو حلب”، أن “الأسعار ارتفعت بشكل عام في منبج وريفها، وسط أجواء من التوتر والتخوف من فقدان المواد الأساسية في حال تم إغلاق المعابر، أو تم تنفيذ العملية العسكرية المرتقبة”، مضيفاً أن “مدينة منبج ما زالت تعاني من فقدان مادة المازوت، حيث وصل سعر البرميل الواحد لـ 40 ألف، كما فقدت مادة البنزين، حيث وصل سعر ليتر البنزين النظامي ل 600 ليرة سورية”.
ولفت إلى أن “العديد من الأدوية انفقدت أيضاً مما زاد معاناة المرضى”.
وأرف أن “مواد البناء حالها كبقية المواد التي ارتفعت أسعارها”، لافتاً إلى أن “طن الحديد وصل سعره لـ 300 ألف، وكيس الإسمنت يقدر سعره بـ 3500 ليرة سورية”.
وسلط “محمد” الضوء على “ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة مقارنة مع أسعارها قبل أشهر حيث وصل سعر البندورة لـ 600 ليرة للكيلو الواحد بينما كان من شهرين بحدود 250 ليرة سورية، والحال مشابه أيضا بالنسبة لسعر “الليمون، الباذنجان، البطاطا” والأمر لم يقتصر على الخضروات، وإنما طال الفاكهة ووصلت أسعارها لأكثر من ضعفي ما كانت عليه”.
وأكد محمد أن “المواد الغذائية الأساسية ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ حيث وصل سعر كيلو الأرز لـ 750 بعد أن كان سعره الكيلو لا يتجاوز 500 ليرة”.
وعن السبب الكامن وراء ارتفاع الأسعار، أوضح “محمد” أن “ارتفاع رسوم الجمارك، وارتفاع سعر الضريبة على أصحاب المحال التجارية، وارتفاع الدولار في الأيام الماضية، فضلاً عن ارتفاع أجور التحميل،إضافة لكل ذلك فرض اللجنة المالية ضرائب إضافية عديدة كضريبة دخل، ضريبة نظافة، كل هذه الأسباب أهم أدت لحدوث هذا الارتفاع”.
ونوه “محمد” أن “العقارات انخفضت أسعارها بطريقة مفاجئة وغير متوقعة وبات السوق يشهد ركودا واضحا داخل المدينة، إلا أن الطلب بات يزيد على الأراضي في ريفها تزامنا مع انخفاض أسعار الأراضي حيث بلغ سعر المتر4500 ليرة سورية على طريق حلب بعد أن كان المتر يقدر بـ 8000 ليرة سورية”.
وأشار محمد أن “الانخفاض الملحوظ مرتبط ارتباط وثيق بارتفاع سعر الدولار، وقلة الطلب تعود للخوف من دخول قوات الأسد المدينة، أو بدء العملية العسكرية المرتقبة”
وأضاف محمد أن “أهالي المدينة يعتمدون بشكل كامل على المعابر التي تربط بين منبج ومناطق نظام الأسد، وبين منبج ومناطق المعارضة،حيث يتم الاستيراد من خلالها لمواد أساسية كالأرز، السكر، الخضار، الفاكهة، وكل ماسبق يتم استيراده من مناطق نظام الأسد، ولاشك بأن المعابر يتم إغلاقها بشكل متكرر نتيجة النزاعات الحاصلة بين القوات الثلاث”
وأوضح محم أنه “في الوضع الراهن، معبر “قرية التايهة” كان مغلقاً في الفترة الماضية حين أعلن نظام الأسد عن نية دخوله لمنبج، إلا أنه حاليا عاد لوضعه الطبيعي، وحركة المسافرين من وإلى المدينة عادت لشكلها الطبيعي، فضلاً عن أن حركة الاستيراد مستمرة في العبر”.
ولفت محمد أن “قرية ام الجلود شمال مدينة منبج الذي يصل مع قوات درع الفرات، كان مغلقا ثم أعيد افتتاحه قبل بضعة أيام والعمل فيه مستمر، بشكل جيد وطبيعي، أما معبر “قرية العون” الذي يربط مع قوات درع الفرات مفتوح تماما أمام المدنيين.