يمين يسار

سوريا التي نريد وتلك التي يريدون!

حرة واحدة مستقلة، كانت تلك المطالب الأولى للثورة عام 2011، انحرفت البوصلة بفعل اقطاب غير سورية، وتحولت المطالب الى شعارات دينية وطائفية، اشتد القتل والاقتتال، واختلفت السيطرة على الارض.

تدخلت قوى دولية عسكريا وسياسياً، وحلت التفاهمات لترسم للبلاد شكلاً غير ذلك الذي نادى بها الشعب وحلم به واراد تحقيقه

“سوريا التي نريد، وتلك التي يريدون؟”

موضوع هذه الحلقة من يمين يسار، وضيفها الدكتور محمد حاج بكري

من جنيف وحتى أستانا، لم تستطع المؤتمرات والاجتماعات التي شاركت فيها أطراف سورية، أن تحقق أي تقدم سياسي حقيقي ينعكس على الأرض ويترجم حتى إلى وقف إطلاق للنار.

فيما بدأت اجتماعات دولية لا يحضرها إي سوريا، في تحقيق نتائج بحدها الادنى على الصعيدين العسكري والأمني.

وفيما كانت الدعوات دائمة للأطراف السياسية للاجتماع والتفاوض، تقلص جحم المطالب التي يعلنها السياسيون أو تفرض عليهم من رعاة دوليين وإقليمين، فمن إسقاط النظام هوت المطالب إلى لجنة دستورية قد تعدل بعض مواد دستور 2012.

لكن ماذا عن سوريا التي ترسمها اجتماعات دولية ومؤتمرات واتفاقات علنية؟

مما اعلن حتى الآن من الممكن قراءة شكل البلاد كما يراد لها أن تكون، لا كما يريد لها شعبها أن تكون.

– يحكمها نظام يتبع لروسيا، لن تقبل موسكو التي انفقت الملايين بأقل من ذلك.

– تتبع فيها مناطق مختلفة لنفوذ إيراني، لن تفاوض طهران على هذا، حتى لو استمرت مواجهتها مع دولة الاحتلال في سوريا أو لبنان.

– تسيطر تركيا سياسيا وأمنياً على إجزاء من شمالها، وقد تخوض معارك عسكرية ومناوشات مستمرة مع القوات الكردية السورية في شمالها الشرقي.

– يحكمها نظام يختلف في الشكل لا المضمون عن النظام الحالي، لا ديمقراطية حقيقة فيها.

– يعود اللاجئون إليها بلا ضمانات حقيقة، وتمارس عليهم الضغوط يومياً من أجل ذلك.

الصورة المرسمة دولياً لا تختلف فقط مع رغبة الشعب السوري رغم كل ما مربه، إلا أنها تبدو غير قابلة للتطبيق حتى الآن، إذا ما كان ما يقال علناً هو كل شيء فعلاً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى