مع مرور سنوات أربع على إنطلاق الثورة السورية تبدو الصورة أكثر وضوحاً لمن يتابع تغطية ” النكبة السورية ” على قنوات الإعلام الأكثر مشاهدة ..
والحديث هنا تحديداً عن قناة الجزيرة القطرية وقناة العربية السعودية ولعل مراحل نشوء ما يسميه البعض ” اللوبي السوري ” داخل هاتين القناتين يرجع إلى تاريخ لابد من استعراضه ولو على عجل …
فعلى النقيض من زميلتها العربية اعتمدت قناة الجزيرة – مشكورة – في بداية تغطيتها للثورة عام 2011 على كوادر غيرإحترافية أحياناً وميدانية آنذاك بدايةً من مصطلح ( شاهد العيان ) الذي أرست قواعد استضافته ( BBC العربية ) في بداية الثورة مروراً بجملة من العلاقات الشخصية والمناطقية وإنتهاءً بتوظيف بعضهم في مقر القناة بالدوحة حالياً …
ولعل التغطية الخاصة التي تقوم بها الجزيرة هذه الأيام للذكرى السنوية الرابعة للثورة تعكس هذا المزاج العام للوبي السوري الذي نتحدث عنه …
فمن قائلٍ أن ثورته لاتحتاج إلى تغطية ” نرجسية ” تمجد الذكرى وتكرس الألم وتحرس سُوَر الآراء الشخصية السياسية لبعض رموز هذا اللوبي ، إلى مطالبٍ بضرورة عودة التغطيات الحية والأكثر فعالية ليوميات ثورة السوريين كما كان الحال في السابق وأسوة بالتغطية المصرية واليمنية هذه الأيام ..
وعليه يجتهد بعض النشطاء السوريين في توصيف تصرفات هذا اللوبي داخل قناة الجزيرة من نافذة تقاريرهم التي يمجدون بها من يتواصلون معه ويقتنعون به ولو كان ذلك على حساب أبسط درجات المهنية الصحفية التي – تفوقت بها الجزيرة على نظيراتها منذ زمن – ولعل تقرير ( مراحل تشكل المعارضة ) والذي بثُ ليلة الجمعة في برنامج حصاد اليوم خير شاهد ودليل على انتقادات بعض أولئك النشطاء ..
وكذلك تقرير ( توزع القوى العسكرية على الأرض السورية ) الذي أثار ضجة واسعة الأسبوع الماضي ..
ومن المؤكد والبديهي لدى البعض أن الحديث عن اللوبي السوري في ( الجزيرة ) حديث ذو شجون يتصل بطبيعة عمل المراسلين على الأرض – وغالبهم من النشطاء الإعلاميين المميزين في بداية الثورة – والذين يشتكي بعضهم من مايسميه أحياناً ( بسياسة طق البراغي ) أي الأذية له من زميلٍ سوري أو زميلة داخل غرف تحرير القناة لا لشيء يستدعي ماذكر اللهم إلا طبيعة طغيان العلاقة الشخصية على نتاج العمل المهني ..
وخلاصة القول تكمن في فشل اللوبي السوري داخل الجزيرة بتشكيل رأي موحد يتخلص من تلونات ماضي ( لونا الشبل ) الأسود في الدوحة ، وكذلك بالمقارنة مع اللوبي المصري أو حتى المغاربي تجد السوريين غير موفقين في تقديم صورة ثورة أبناء بلدهم المنكوبين على خير وجه وأفضل تغطية ..
عبدالجليل السعيد – إعلامي وكاتب سوري
وطن اف ام