نقلت وكالة تاس الروسية، الإثنين، عن مصدر مطّلع أن السفير السوري لدى موسكو، بشار الجعفري، تقدم بطلب لجوء سياسي إلى روسيا. ويُعد هذا التطور – إن تأكد – خطوة لافتة من أبرز الوجوه الدبلوماسية التي مثلت نظام الرئيس السابق بشار الأسد في المحافل الدولية لسنوات طويلة.
ولم تورد الوكالة تفاصيل إضافية بشأن ملابسات الطلب أو أسبابه، فيما لم يصدر تعليق رسمي من السفارة السورية في موسكو حتى لحظة إعداد التقرير.
نفي غير مفصل عبر “الميادين”
قناة الميادين اللبنانية، المقرّبة من طهران، أفادت لاحقاً بأنها تلقّت نفياً من الجعفري بشأن الأنباء المتداولة، دون تقديم توضيحات إضافية أو تسجيل صوتي أو مرئي للسفير يؤكد ذلك.
أما وكالة رويترز، فلم تتمكن من الوصول إلى الجعفري أو الحصول على رد رسمي من السفارة السورية في موسكو. وكانت الخارجية السورية قد استدعت الجعفري وسفيرها في السعودية الأسبوع الماضي إلى دمشق، ضمن ما قالت إنه “إعادة هيكلة السلك الدبلوماسي” في ظل المرحلة السياسية الجديدة التي تعيشها البلاد بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024.
الجعفري.. أحد أبرز وجوه النظام السابق
عُيّن بشار الجعفري سفيراً لدى روسيا عام 2022 بعد أن أمضى 15 عاماً ممثلاً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة. وقد عرف بدفاعه الصريح عن الحكومة السابقة خلال الحرب، بما في ذلك نفيه المتكرر لاستخدام الأسلحة الكيميائية.
ويُذكر أن الرئيس المخلوع بشار الأسد قد حصل على حق اللجوء السياسي في روسيا برفقة أسرته نهاية عام 2024، ما يعزز التكهنات حول تحرك بعض الشخصيات المقربة من النظام السابق باتجاه “الملاذ الروسي”.
الخارجية السورية تعيد هيكلة البعثات الدبلوماسية
في سياق موازٍ، صرّح وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الأسبوع الماضي عبر منصة “إكس”، بأن الوزارة شرعت في “إعادة هيكلة السفارات والبعثات بما يضمن تمثيلاً مشرفاً لسوريا وتقديم خدمات متميزة للسوريين في الخارج”، دون الخوض في تفاصيل تشمل وضع الجعفري.
وتسعى موسكو إلى الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية في سوريا بعد تغيّر القيادة، خصوصاً مع وجود قاعدتين عسكريتين في حميميم وطرطوس، ما يجعل أي تطور دبلوماسي في هذا السياق مثار اهتمام دولي.